بقلم: كمال فتاح حيدر ..
مع خالص اعتذارنا واحترامنا لكل المصابين بالزهايمر. فقد وجدنا انفسنا مضطرين لاستعراض الأمراض الأخرى التي تسللت فيروساتها الى عقول الناس، وترسبت في أدمغتهم، حتى فقدوا قدراتهم الفطرية على التفريق بين النور والظلام، وبين الدين والطين، وبين الحق والباطل. فمن ظن أن الباطل سينتصر على الحق فقد أساء الظن بالله. .
فالزهايمر: مرضٌ عصبيٌ مزمنٌ، عادةً ما يبدأ بطيئاً عند الكبار، ويزداد سوءا بالتدريج مع التقدم بالعمر . .
والبهايمر: هو تعطل الإدراك والفهم عند بعض الناس لاسباب اجتماعية وسياسية. .
والغبائمر: هو تصديق أبواق الفتنة الطائفية. وتصديق ما تنشره المواقع العربية التي تفوقت في الرذيلة على عهر الباغيات. .
نحن نعيش في أقبح حقبة زمنية منذ ولادة سيدنا آدم عليه السلام. فقد أصبح معظم العرب مسلمين بالهوية فقط. حيث لا يدافع عن الفاسد إلا فاسد. ولا يدافع عن الساقط إلا ساقط. ولا يدافع عن الحرية إلا الأحرار. ولا يدافع عن الثورة إلا الأبطال. وكل شخص فينا يعلم عن ماذا يدافع. .
فعلى الرغم من المآسي التي تمر بها الامة احتشد اكثر من 150 ألف مصري لمشاهدة الراقصين والراقصات في المسارح الساحلية، وكان سعر التذكرة الواحدة اكثر من 3000 جنيه. فكان لابد من التذكير بمقولة شكسبير: (ان حشد العقلاء أمر معقد للغاية، أما حشد القطيع فلا يحتاج سوى راعٍ وكلب). .
اما الآن وبعدما تغلغلت أعراض التفاهة بين صفوف كبار السياسيين الذين لم يفطنوا إلى قرب اندلاع الحرب الكونية الثالثة، والتي سيطلق الصهاينة شرارتها في ارجاء الكون. فقد توعد (ميدفيديف) بوصول الدبابات الروسية إلى برلين ردا على ظهور الدبابات الألمانية في كورسك، محذرا من دور الصهيوني (زيلينسكي) في اقحام حلف الناتو بحرب طويلة الأمد مع روسيا. وفي الوقت نفسه يسعى الصهيوني (النتن ياهو) لإضرام النيران في عموم بلدان الشرق الأوسط بذريعة الحرب ضد إيران. .
وربما لا يعلم المصابون بالبهايمر والغبائمر بالرسالة التحذيرية التي بعثها المؤرخ الإسرائيلي (جدعون ليفي) إلى المستوطنين في الارض المحتلة. وجاء في الرسالة: (عندما تقع الكارثة تذكروا كيف احتفلتم باغتيال ابو العبد، الذي كنتم تتفاوضون معه لإعادة رهائنكم، وهل من الذكاء والحكمة اغتياله في طهران في يوم احتفال إيران بتنصيب رئيسها الجديد ؟). .
كلمة اخيرة: يقضي المصابون بالبهايمر والغبائمر ليلهم ونهارهم منبطحين على بطونهم للصهاينة، مولين مؤخراتهم شطر تل أبيب. ثم يتساءلون: أين الرد على اسرائيل ؟. فنقول لهم: اثبتوا باعتدال مثلما يثبت الذكور والفحول ثم اسألوا ما شئتم . .