بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا: أكثر جبهة تخافها إيران هي الجبهة الأذربيجانية المحاذية لإيران والقريبة جدا من بحر قزوين. اي الدولة التي لديها حصة في قزوين كونها دولة متشاطئة مع ايران في بحر قزوين الغني بالثروات والذي تحيطه 5 دول وهي ” روسيا وأذربيجان وايران وتركمانستان وكازاخستان ” .وان سبب الخوف لايراني لأن هناك توجس من هذه الجبهة وسوف نوضح اسباب هذا الخوف . لا سيما وان العلاقة بين البلدين هي علاقة مد وجزر.وأعيدت أصلا قبل فترة قصيرة بعد توقف وانقطاع بسبب حادث السفارة الأذربيجانية في طهران ومقتل دبلوماسي أذربيجاني حينها . وبالتالي فمهما تطورت العلاقة الإيرانية الأذربيجانية يبقى هذا الهاجس موجودا لدى لإيرانيين والسبب :
—لأن هناك علاقة استراتيجية بين أذربيجان وإسرائيل .وهناك نشاط ومواقع مهمة للموساد الإسرائيلي في أذربيجان !
— لأن هناك 20 مليون مواطن إيراني اذري يسكنون في 5 محافظات إيرانية وعلى تماس مع أذربيجان ويتأثرون باللغة والثقافة والعرق مع أذربيجان .والنظام الإيراني في حالة خوف دائم أن لا يُعبث في هذا النسيج البشري الضخم وحينها سوف تتفجر القوميات الأخرى ضد النظام الحاكم وهي القنبلة التي يخافها النظام الإيراني !
ثانيا:- هناك جهات إيرانية ” رسمية وغير رسمية ” تعتقد أن لأذربيجان دور ما في اسقاط طائرة الرئيس لإيراني إبراهيم رئيسي ومقتله هو ووزير خارجيته والآخرين .ولكن المرشد الإيراني الحكيم ( هدأَ الموضوع تماماً) لأن اتهام أذربيجان يعني الكارثة ضد إيران ،وسوف تكون إسرائيل جاهزة لدعم أذربيجان ،وسوف يتفجر صراع يُلهب ايران والمنطقة وبحر قزوين وسوف تتدخل تركيا وتكون حربا شرسة جدا. وايران غير مستعدة لها أصلا !
ثالثا:إيران تأخرت بالرد على اغتيال إسماعيل هنيّة الذي اغتيل في طهران وداخل حضن للحرس الثوري الإيراني ” ان صح التعبير ” خوفا من بعض الجهات واهمها الجبهة الأذربيجانية التي ينتشر فيها الموساد الاسرائيلي وبعض القواعد الاسرائيلية .خصوصا وعندما مارس الحرس الثوري وللجيش الإيراني مناورات مهمة اخيرا مباشرة مارست الوحدات الأذربيجانية مناورات مهمة ايضا لان أذربيجان أصلا تعرف ان النظام الإيراني عنده يقين ان هناك دور لأذربيجان باسقاط طائرة الرئيس الرئيسي ولكنه تكتم وبلع الموضوع تكتيكيا .
رابعا:-وعندما فُتحت جبهة عسكرية داخل الأراضي الروسية وتحديدا في ” كورسك “بقيادة الجيش الاوكراني وبشكل مباغت وخطير كان هدفها أشغال روسيا عن الشرق الأوسط. ومن هناك ارسلوا رسالة خطيرة جدا إلى الصين عندما حدث الانقلاب في بنغلادش وإسقاط نظام حسينة واجد الحليفة لروسيا والرافضة للقواعد الاميركية ضد الصين 🇨🇳 .حينها شعرت إيران بالخطر وان الدور قد جاء اليها كونها رأس حربة المحور الروسي الصيني.وفكرت ايران مباشرة بجهة أذربيجان ( وربما تأخير الرد الإيراني لهذا السبب) بحيث ذهبت ايران لتهدي ضواحي محافظة دهوك العراقية إلى تركيا مع اتفاقية امنية خطيرة لصالح تركيا من خلال حلفاءها في ي العراق لكي تمارس تركيا ضغطا على أذربيجان ان لا تفتح أجواءها وأراضيها للإسرائيليين . ولو اردنا الحقيقة فأيران كانت اكثر راحة ومناورة مابعد السابع من اكتوبر 2023 ولكن بعد اغتيال اسماعيل هنيّة دخلت ايران في مرحلة الخطر والحيرة والتردد !
خامسا: الحاقاً بالتوجس الإيراني من أذربيجان على الرغم من الرشوة التي قدمتها إيران لتركيا في شمال العراق حيث التوغل التركي المسكوت عنه عراقيا وتأسيس قواعد تركية جديدة مسكوت عنها عراقيا بأمر إيراني … سارع الرئيس الروسي بوتين لزيارة أذربيجان واللقاء مع الرئيس الهام علييف و القيادة الاذرية لمعرفة النوايا الآذرية تجاه إيران .وفي نفس الوقت محاولة الرئيس بوتين الحصول على ضمانات من القيادة الأذربيجانية أن لا تباغت إيران لصالح إسرائيل . وان لا تعبث بملف القومية الاذرية التي تسكن في المحافظات الإيرانية المجاورة لأذربيجان والتي تعدادها اكثر من 20 مليون مواطن إيراني من اصل اذري.
الخلاصة :،
ستبقى طهران في حيرتها خصوصا عندما بُعثرت حساباتها وأوراقها بحيث حتى ولادة حكومة مسعود بزشكيان متعسرة وضعيفة من جهة. وعندما تمادت كثيرا بالغرور والتكبر والتمادي في العراق ومناطق اخرى من جهة اخرى . ونستطيع القول ان النظام الإيراني ادخل نفسه بنفس النفق الذي دخله صدام حسين وكان سببا في مآسي العراق وحصاره ومن ثم احتلاله والبقاء فيه !
سمير عبيد
19 اب 2024