بقلم : ا.د.ضياء واجد المهندس ..
قبل عشر سنوات ،، كنا في حراك دائم لتشكيل ( شبكة الوكالات العراقية ) و ( شبكة منظمات المجتمع المدني) ، وكان وقتها الشاب البسيط الطيب (محمد جوحي) جزء من فريق ( مجلس الخبراء العراقي) ..كان دعمنا للأخت ( ام حيدر ) قويا لتشكيل ( اتحاد المرأة العراقية) حتى أننا زرنا معها ومع مجموعة من الاخوات الناشطات كل المسؤولين و رؤوساء الكتل الذي كانوا يوعدون بالدعم و بخلفنا كانوا يحاولون اجهاض الاتحاد ،، وهذا جزء من (شيزوفرينيا القيادات في العراق )..كانت اجتماعاتنا مستمرة في مقر (صحفيات بلا حدود) في عمارة فخر الدين في الكرادة ، وكان (محمد جوحي ) موظف (الدرجة السادسة) في الطب العدلي الكائنة في باب المعظم (أحد دوائر وزارة الصحة ) مواظب في الحضور اليومي ..تميز (محمد جوحي ) بحس أمني جيد ، ففي أحد اجتماعاتنا مع منظمات المجتمع المدني ، جلس بجانبي شاب ثلاثيني ، و وضع موبايله نوع ( سامسونغ) على الطاولة امامي ، بعدها بدقائق افتعل (محمد جوحي) حركة جعلت الشاب يلتفت ، وعندها بدل ( محمد جوحي) الموبايل باخر نفس النوع والشكل ..و بعد نصف ساعة ، أعاد (محمد جوحي) الحركة أثناء تقديم الشاي حيث استبدل الموبايلات و أعاد الموبايل القديم ..عندما سألته بعد أن فض الاجتماع ، أجابني أن هذا الشاب ضابط في أحد الأجهزة الأمنية الحساسة و يقوم بتصوير اللقاءات و تسجيل حديثك ( رغم أننا متفقون على عدم التسجيل ) وأنه بدل الموبايلات لكي يمسح كل ما في موبايل الضابط ، وهذا الذي فسر لي لماذا الضابط كاد أن ينفجر من الغضب بعد خروجه ..
اقترح ( محمد جوحي) علينا الاستعانة بمجموعة شباب من أهل مدينة الصدر يستطيعون التجسس على موبايلات مسؤولين مقابل مبالغ بسيطة ، لكني رفضت بشدة ( رغم نجاسة السياسة ، وخسة معظم الساسة ) إلا أننا نريد الإصلاح والتغيير ..
بعد أشهر ، التقيت (محمد جوحي) في محكمة استئناف الرصافة أثناء رفعي دعوى على وزير التعليم الأسبق و أبلغني (محمد جوحي) أنه مع زملائه انشأ شركة قانونية للمحاماة بعد تخرجه من كلية قانون أهلية دوام مسائي…
في فترة تظاهرات ، كان (محمد جوحي) جزء من ( نازل اخذ حقي) ، وشغل مكان على ساحة التحرير قبالة المطعم التركي ، و قد عمل للترويج إلى ترشيح عمه ( القاضي رائد جوحي) و بعدها ( رئيس جهاز المخابرات مصطفى الكاظمي ) ، وقد تم تسويقه إلى القنوات الرئيسي ( الشرقية و دجلة ووو) ، وكما أنه تلقى دعم من مكتب الكاظمي مقابل تنفيذ مخططاتهم ..
كنت اتواجد في ساحات التظاهر ، والتقي بمعظم المتظاهرين ، و اعددت قائمة بمطالب المتظاهرين ،، وتفاجئت في ذات الليلة باتصال من (محمد جوحي) يبلغني أنه جمع بعض الناشطين وان بيان المطالب لا يلبي طموحاتهم و شروطهم وأنهم يعتقدون باني أوجه التظاهرات إلى أسلوب لا يتفق معهم ..
نجينا بفضل الله و معونة بعض الإخوة الناشطين الصادقين من ثلاث محاولات اغتيال داخل ساحات التظاهر ، ولا استبعد أن يكون لبعض المتظاهرين المندسين لهم دور بذلك ..الغريب ، أن أحد الأصدقاء المسؤولين في أحد الأجهزة الأمنية اتصل بي لملاقتي ، و عند لقاءه اطلعني على عديد من الصور ملتقطة لي في ساحة التحرير والمطعم التركي و حديقة الأمة و النفق و ابو نؤاس وكراج السنك و غرفة نقابة الفنانين في شارع الرشيد ، وأكد أنه استلمها من متظاهرين متعاونين..
بعد أن استلم مصطفى الكاظمي رئاسة مجلس الوزراء ،واصبح (رائد جوحي) مدير مكتبه ، اتصلت احد الاخوات بي تريد مقابلة الكاظمي فأرسلت لها رقم موبايل ( محمد جوحي)..
المفاجئة كانت حين اتصلت بي بعد اسبوع ، لتبلغني أنها التقت ( محمد جوحي) في الجادرية وطلب ( 5000دولار ) لترتيب لقاء مع عمه ( رائد جوحي) والتوصية عليها..
انتقل الموظف البسيط (محمد جوحي) من وزارة إلى رئاسة الجمهورية ثم إلى رئاسة مجلس الوزراء بدرجة خاصة وكون شبكة إدارة الدولة .. نشطت تحركات ( محمد جوحي) كسمسار للدرجات الخاصة ( من المدراء العامين الى الوكلاء) بتخطيط وإشراف عمه مدير مكتب الكاظمي والذي كان له دور فاعل في فضيحة (صفقة القرن ) و ( بوابة عشتار ) مع مصرف الرافدين والذي كشفناها و فضحناه ،فطاردنا و جند جهاز المخابرات ضدنا ، كما أن هناك ملفات لم تطرح منها ( الامانات الكمركية ) والتلاعب ( بمخصصات الموازنة )..
و منذ تولي محمد شياع السوداني ، فإن كل مايدور في رئاسة الجمهورية و في رئاسة مجلس الوزراء و كتبه السرية ينتقل يوميا” إلى المخابرات الأردنية و إلى المخابرات الإماراتية و بعض الأطراف العراقية المعارضة المرتبطة بأطراف دولية معادية للعراق ..
قد يتم غلق ملف (محمد جوحي) ،لان المتورطين كثر ، وبعضهم ساهم في قضية تسقيط المؤسسات الأمنية باستخدام الفاشناستات المرتبطات بشبكة جوحي ، و منظومته التجسسية..
وصلتنا معلومات ، أن جزء من حراك (التطميم ) على شبكة ( محمد جوحي) هم وزراء سابقون وقضاة و قيادات سياسية و إعلاميون من نتاج زمرة الكاظمي،، لان ( كشف المستور يجعل الناس تثور ) كما قالت خاچية ..
البروفيسور د.ضياء واجد المهندس
مجلس الخبراء العراقي