بقلم : حسين الذكر ..
قبل الدخول بصلب الموضوع دعونا نعرف الرياضة عامة والاحترافية ..
الرياضة : ( تلك الأنشطة والرغبات العضلية والفكرية والنفسية التي تبذل من خلال أداء مهاري فردية او جمعية يعبر عنها بشكل تنافسي او ترويحي او تطويري او تميزي … ) .
الرياضة الاحترافية : ( احتواء وتطوير النشاطات الرياضية الإبداعية من خلال المؤسسات لتحسين الأداء الفني بما يمكن توظيفه لملفات وقضايا وطنية من قبيل الصحة العامة ووعي الشباب والتواصل على الصعيد الوطني وتنمية البيئة وتمثيل البلدان والاستثمار الاقتصادي فضلا عن اخر التطورات الحاصلة على صعيد كاداة دبلوماسية او سلاح ناعم وغير ذلك الكثير ) .
من التعريفين أعلاه يستخلص ان الرياضة ملف وطني مهم للغاية يقع على عاتق الدولة وذراعها الحكومي مسؤولية التطوير والتوظيف .. واي تخلف في هذا الملف سيؤدي الى انحراف الشباب واستغلالهم فضلا عن انحدار مستوى الصحة العامة والوعي وسيادة الروح الانهزامية والاختلال النفسي . ذلك يظهر جلي حينما تتراجع المؤسسات المعنية عن أداء ادوارها المعهودة في ضم وحماية وتنظيم الشباب ومحاربة الكازينوهات غير الملتزمة والكوفيات التجارية والكثير مما يمثله من انتشار للميوعة والتخدير والانفلات القيمي وتفشي الانحطاط والتقليد والتنمر والامراض الاجتماعية والامية … وغيرها الكثير من تداعيات تستغل للتاثير على الامة .
سؤال يطرح نفسه : من المسؤول عن المؤسسات الرياضية القائمة الحكومية والأهلية .. ومن يضع فلسفتها وتحقيق أهدافها ومتابعة انحرافها وتصحيح مسارها بما يضمن الخط الوطني باقل تقدير ؟
كانت هناك موارد متعددة لاحتواء الرياضي وتنشئته وتثقيفه وتطويره وماسسته وتوظيفه في الاطار الوطني تشرف عليه الحكومة عبر مؤسساتها المتعددة وترعاها وتدعمها وتراقبها بصرامة .. كان ذلك يعد من اوليات الحكومات مما أسس عدد كبير من المؤسسات التنظيمية والتطويرية مثل الأندية والاتحادات والاولمبية والرياضة المدرسية والمراكز الشبابية المهمة جدا ودورها التاريخي المعهود والرياضة العسكرية والجامعية وكذا اصدار القوانين اللازمة .. غير ذلك الكثير الذي اختفى جملة وتفصيلا عن عراقنا الجديد ..
ان ما موجود اليوم هو بالحقيقة بمثابة مؤسسات كانت قائمة افرغت من محتوها وتحولت الى مجرد هياكل ودكاكين للتكسب الشخصي والجماعاتي … مما اسهم بانحراف الملف برمته عن جادة صوابه وفي زمان أصبحت جميع الدول المتحضرة توظف الرياضة كهوية لتحضرها ورمز من مصادر قوتها المعهودة .. فيما نحن ما زالت الرياضة عندنا مجرد تنافس فاقد للمتعة والظهور وقوة الجذب والاستقطاب خاصة بعنوان ما يسمى تجنيا بالاحترافي منه .. فيما تسخر الكثير من الموارد لمصالح ضيقة على حساب المصلحة العليا التي شح السؤال عنها ومراقبتها ومتابعة مدى تطورها او انحرافها ..
ان ضخ أموال الشعب بعنوان دعم الرياضة .. مع عدم متابعته وتوظيفه للرياضة لا من قريب وبعيد لا يعد هو الأسلوب المسؤول المطلوب .. فضلا عن جعله ملف انتخابي ضيق محدود وسيادته ولو على خراب مالطا وحرق روما . فذلك عمر قصير ودرب معتم وهدف مشوه لا يمكن ان يؤدي الى جادت الصواب فضلا عن تحري الحق الذي فيه !