بقلم: كمال فتاح حيدر ..
الان. . ونحن في خضم تداعيات عصر التفاهة تطل علينا فجر السعيد اسبوعياً من خلال برنامجها (على مسؤوليتي). أي على مسؤوليتها هي التي لا تقيدها حدود في الثرثرة كيفما تشاء، وفي التنفيس عن عداواتها ضد فئات مستهدفة من الشعب الكويتي ومن العرب والمسلمين لأسباب عنصرية وطائفية ومناطقية وشخصية. .
ولا تتردد من التعبير عن فرحتها بالخميس، باعتباره الموعد الأسبوعي المقرر للإعلان عن سحب الجنسية من الأسر الكويتية المدرجة على قوائم التهجير القسري بدعم من مكتب وزير الداخلية (فهد اليوسف)، وهي الآن تلوّح بشعار: (هلا بالخميس) بطريقة تنطوي على تمزيق نسيج الوحدة الوطنية. تماما كما القطط التي تفرح بعمى أهلها. .
كانت الكويت حتى وقت قريب دعوة حب، ومركزا اقليميا للتعددية والديمقراطية، وأيقونة للتعايش السلمي بين المواطنين والوافدين، ومنارة للعلوم والفنون والآداب، لكنها تغيرت في المرحلة الراهنة، وتحولت إلى بركان يتفجر بالحمم الملتهبة ضد سىكانها. .
قبل قليل كان (اليوسف) يستخف في حديث هاتفي مسجل بالفنان الكبير (داود حسين)، ويستهزأ باعماله الجليلة. يأتي هذا الاستخفاف والتهكم في الوقت الذي منحت فيه دولة الإمارات الرشيدة جنسيتها للفنان (احمد العونان) الذي أفنى عمره كله في خدمة الكويت من دون ان يحصل على جنسيتها، فاستقبلته الإمارات، ووفرت له الرعاية بما تمتلكه من وعي حضاري. حتى بات الفارق الزمني بينها وبين الكويت يقاس الآن بالسنوات الضوئية. وبات من غير المستبعد ان يحصل (داود حسين) على الجنسية الاماراتية أو البحرينية أو السعودية أو القطرية أو العمانية أو القطرية. فالبلدان الخليجية الواعية لا تبخل بجنسيتها على فنان كبير بمستوى (داود). وذلك تقديراً لعطائه الفني، وإسهاماته الكبيرة في إثراء المسرح الخليجي على وجه العموم. .
وسبق للكويت ان سحبت جنسيتها من المفكر الكبير (نجم عبد الكريم) وهو الآن يحمل الجنسية البريطانية، على الرغم من مواقفه المشهودة في تفعيل حملة: (كويت حرة) عام 1991. ومع ذلك تعرض لطعنات الغيرة والحسد والعنصرية على يد كبار المسؤولين في الكويت، فاستهدفوه لكثرة إنجازاته الإعلامية والأدبية، وطعنوا بأصله ووطنيته. وهو الآن من كبار المفكرين العرب. .
كلمة اخيرة: ان الدولة التي تضع المواطنة في اسفل لائحة اهتماماتها يصبح التمزق في طليعة أخطاءها . .