بقلم : د. سمير عبيد ..
أولا:- نرد على ما تفضلت به كشخص ينتمي لمعشر رجال الدين .فجنابك اول مرة نقرأ لك ، واول مرة تنزل من برجك العاجي لتخاطب المثقفين العراقيين . وجاء خطابك بالنقد والتجريح الدبلوماسي .وكانك تقول لهم ( صه لا تتكلموا ولا تكتبوا !) متناسيا ان العالم والدنيا والحياة تطورت ووصلت للذكاء الاصطناعي وقبله تحول العالم من قرية إلى شارع، ومن شارع إلى بيت فيه غرف ” هكذا اصبح العالم ياسيد) واصبح اي شخص في آخر قرية بالدنيا والعالم قادر ان يعطي رأيه بملفات سياسية ودينية واجتماعية وعلمية …. الخ ودون رقيب او قيد !
ثانيا:-فمنذ متى جنابكم او من هو اكبر منكم سناً وعلماً نزل إلى معشر المثقفين العراقيين وجلس بينهم او تناقش معهم او قال لهم ( السلام عليكم ؟) او حضر ندواتهم أو قرأ لهم ؟فالفجوة ياسيد كبيرة جدا بينكم وبين المثقفين. وهذه حقيقة . وبعد عام ٢٠٠٣ اصبحت الفجوة كالمحيط الأطلسي خصوصا عندما سقطت الأقنعة والأسوار والأحجية والطلاسم وانكشفت كثير من الاسرار والأمور والهالات !
ثالثا : تقول بنشرك ياسيد (إنّ هذه الأطروحات، التي تفتقر إلى النضج العلمي والقدرة على التمحيص، غالباً ما تأتي مغلفة بأسلوب مثير، يركز على لفت الأنظار وانتقاد السائد بلغة استعراضية انفعالية، بعيداً عن المنهجية الرصينة. وهذا النهج لا يخدم الحقيقة، بل يعمق الاضطراب في الوسط الثقافي والديني) وهذا الفساد الذي دمر الدولة وهذه الفاشينستات وهذا الانحراف الاجتماعي والاخلاقي والتراجع الديني لا يعمق الاضطراب ياسيد ؟….. فعندما قصرتم ياسيد نزل المثقف لكي يعالج علل المجتمع مابعد عام ٢٠٠٣ .
رابعا:- فماذا قدمت ( المنهجية الرصينة ) للمجتمع العراقي غير الويلات والمحن والانتكاسات ومنها ( لا تقاتلوا المحتل الاميركي ويجب ان نطرده سلميا ) هذا هو المنهج الرصين الذي تتكلم عنه ياسيد ؟ والمنهج الرصين هو ( لا عذر اليوم لمن خالف المرجعية كما لا عذر بالأمس لمن خالف الحسين … وأسفلها جاءت عبارة :- براءة الذمة الشرعية باختيارك قائمة ١٦٩) والمنهج الرصين ( تحرم عليه زوجته الذي لا ينتخب قائمة ٥٥٥) والقائمتان أساس بناء العملية السياسية الفاشلة والفاسدة والسارقة للدولة والمجتمع .. والمنهج الرصين ياسيد هو ( التفرج على حكومات الفساد والإفساد منذ عام ٢٠٠٣ وحتى الساعة ؟وتسقيط المجتمع المسلم ونشر الجندر والمثلية والشذوذ والمخدرات والطائفية والكراهية وتدمير المجتمع والأسرة ) مقابل السكوت المطبق من جماعة المنهج الرصين ! …. فلهذا برز المثقفون العراقيون إلى الساحة بعد ان وصل الانهيار في القيم والدين والمجتمع والاسرة والوطنية إلى درجات مخيفة ومرعبة .. وبعد ان حولوا العراق إلى ضيعة تابعه لدول خارجية !
خامسا:-لماذا تعطلت المساجد والحسينيات واصبحت فروع لأحزاب تدعي الاسلام يتسيد ؟ لماذ مات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ياسيد . لماذا انتشرت عبادة الاشخاص بدلا من الله في العراق ياسيد ؟ لماذا ارتفعت نسبة الالحاد ياسيد ؟ نريد جوابا من اصحاب النهج الرصين ؟
سادسا : ويقول السيد محمد باقر السيستاني في منشوره ( ومن هنا، فإن النصيحة المخلصة لبعض المثقفين أن يلزموا حدود معرفتهم، وألا يتجاوزوا اختصاصهم، فليس كل ما يُلقى على الجمهور يصلح أن يكون رأياً مؤهلاً لمواجهة الثوابت. كما أن نقد الأفكار لا ينبغي أن يتحول إلى مساس بالأشخاص، بل يجب أن يظل منضبطاً بقواعد العلم واحترام الاختلاف.) ….فهنا ياسيد تمارس بكلامك القمع والتكميم ضد المثقفين وهذا لا يجوز لك قانونيا واجتماعيا ودستوريا واخلاقيا. لأنك بموقع ومكان لا يجوز لك ذلك ( فنحن حراس المعبد، ونحن اهل مكة! ) فبعد ان عجز اهل التقوى واهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر برز المثقف لينير الطريق للمجتمع وهذا واجبه ( وأكبر قوة بالعالم لا تستطيع منعه وتكميمه ! ) … والمثقف العراقي ليس حايط إنصيص . نعم هو صبر وسكت طيلة هذه السنين لأعتبارات معينة. ولن يبقى على سكوته .فهو مطالب بانقاذ الوطن والشعب وقد بدأ !
سابعاً:- توضيح : لا يأتي الينا كم جاهل وكم مرتزق وكم اجير وكم بطران وكم متصيد بالماء العكر ويلوي عنق الكلمات ويخلط كلامنا ويقول ( اننا نستهدف المرجعية والمرجع الأعلى! فالمرجعية محترمة والمرجع محترم )..فردنا على السيد محمد باقر السيستاني كشخص مستندين على مانشره هو . والرجل ليس لديه موقع رسمي او فقهي في المرجعية . اقتضى التنويه !
سمير عبيد
٢٠ ديسمبر ٢٠٢٤