بقلم : الخبير المهندس حيدر عبدالجبار البطاط ..
لتحقيق غاياتي كشيطان سأعتمد على استراتيجيات دقيقة ومتقنة لضمان تفشي الفساد والشر في العالم.
لن أحتاج إلى استخدام القوة المباشرة بل سأستثمر في التفاصيل الصغيرة ونقاط الضعف البشرية لتحقيق أهدافي على المدى الطويل.
استراتيجيات الإغواء والدمار
الإغواء بالمغريات
سأقدم الأمور السيئة في صورة جذابة ومغرية، مستغلاً شهوات البشر تجاه المال والسلطة والمتع الجسدية. سأجعل كل خطوة خاطئة تبدو كإنجاز يستحق المخاطرة.
زرع الشك والريبة
سأغرس بذور الشك في نفوس الناس، ليشكوا في قناعاتهم ومعتقداتهم وحتى في أحبائهم.
سأشعل صراعات نفسية تعطل إرادتهم وتربك عقولهم.
تزيين الخطأ وتبريره
سأُلبس الخطأ لباس الضرورة أو الحرية الشخصية، وأبرره كطريق للنجاح.
سأجعل التبريرات العقلية وسيلة لطمأنة الضمير وتقبل الفساد.
استغلال نقاط الضعف
سأستغل الغضب والطمع والجهل وحتى الطيبة الزائدة لدفع الناس إلى اتخاذ قرارات مدمرة.
كل نقطة ضعف هي فرصة لخلق الفوضى.
التدرج في الإغواء
لن أدفع البشر مباشرة إلى الشر المطلق، بل سأجرهم بخطوات صغيرة حتى يصبح الشر جزءًا طبيعيًا من حياتهم. الوقت والصبر هما سلاحي الأساسيان.
إثارة الفتن والانقسام
سأغذي النزاعات بين الأفراد والجماعات، وأستثمر في الحسد والكراهية لتدمير العلاقات الإنسانية.
كل فتنة هي حجر إضافي في بناء عالمي المظلم.
التلاعب بالمشاعر
سأستخدم الخوف والغضب والطمع وحتى الحب كأدوات لتمرير أهدافي، مستغلاً ضعف البشر أمام مشاعرهم.
رفع شأن الفاسدين والسراق
سأعمل على تسليط الضوء على الفاسدين وجعلهم رموزًا للنجاح، بل سأضعهم في مواقع القرار وأجعل الناس يرونهم كقدوة. سأضفي عليهم هالة من الأهمية والقوة، ليصبحوا مثالًا يُحتذى به في المجتمعات حتى تصبح القيم النبيلة شيئًا عفى عليه الزمن.
زيادة الفوارق الطبقية بين البشر
سأشعل الفجوة بين الطبقات الاجتماعية، حيث يعيش الأغنياء في ترف مبالغ فيه بينما يعاني الفقراء من الظلم والبؤس.
سأروج لفكرة أن الثروة هي معيار النجاح والكرامة
وأجعل كل من يسعى وراء العدالة الاجتماعية يبدو ساذجًا أو ضعيفًا.
تهميش وتحطيم الشرفاء والوطنيين
سأعمل على استبعاد الشرفاء والوطنيين من المشهد العام. سأجعلهم عرضة للسخرية والاتهام بالخيانة وأحولهم إلى أشخاص منبوذين في مجتمعاتهم.
الهدف هو قتل الأمل في أي تغيير إيجابي وجعل الناس يشعرون باليأس من وجود أبطال حقيقيين.
تحقير الفقر وتعظيم الغنى
سأربط الفقر بالعار والضعف والغنى بالذكاء والقدرة.
سأروج لفكرة أن الأغنياء هم ( المختارون ) من الرب وأن الفقراء يستحقون ما يمرون به بسبب عجزهم أو قلة جهدهم.
سأجعل الناس يرون الفقر كجريمة والغنى كفضيلة، حتى يفقد المجتمع توازنه الأخلاقي.
ولكن للأسف الحكومات سبقتني!
يبدو أنني اليوم لم أعد بحاجة لبذل جهد كبير فقد سبقتني الحكومات إلى تحقيق غاياتي!
لقد رفعت الحكومات الفاسدين و زادت الفوارق و همّشت الشرفاء وحطمت القيم الإنسانية.
تبًا لكم أيها الأوغاد
أخذتم دوري في هذه الحياة!
ماذا أفعل الآن؟
ربما حان الوقت لأن أتعلم منكم.