بقلم : هادي جلو مرعي …
كلما نظرت في وجهها قلت في سري: إن هذه السيدة ليست على مايرام، ولم أكن أجرؤ أن أكتب في ذلك، ولم أجرؤ على أن أقول: إنها فاسدة، وهي مثل كثير من الساسة الغربيين والشرقيين الذين كانوا ومايزالون جزءا من لعبة الفساد، ومنذ أيام جورج غالوي والروسي فلاديمير جيرنوفسكي، وفنانين عربا كانوا يحصلون على مبالغ طائلة مقابل توفير دعاية لنظام الحكم القائم، والى أيامنا الحالية التي تعاد القصص فيها بأسماء وعناوين جديدة يلعب المال السياسي فيها دور البطل.
في التسعينيات حين كانت جنائز أطفالنا تخرج من مستشفى (الإسكان) غرب بغداد موضوعة على سيارات تاكسي قديمة في أوسخ عملية دعاية، كانت الممثلة المصرية السورية رغدة تذرف الدموع، بينما كان المخرج يضحك، وكان جورج غالوي يأتي قاطعا المسافات بحافلة ذات طابقين من لندن الى بغداد يضع فيها علب حليب وطعام بحجة كسر الحصار الجائر، وكان يعود حاملا حقيبة مليئة بالدولارات التي عجزت عن توفير الحليب لأطفال العراق، وماتوا جوعا، فكأن قول الشاعر في مطلع الثمانينيات توصيف دقيق لما جرى في التسعينيات.
ماهزه وحروف الله في فمه
إن الصغار لغير الموت قد خلقوا
أصبحت جينين بلاسخارت موضع شبهة، ومثار فتنة بين أطراف عراقية عدة تراها من وجه تعمل كموظفة أممية تقوم بواجبها في تهدئة التوتر، وتقريب وجهات النظر، ومن وجه آخر محابية للنظام السياسي المغضوب عليه والمتهم بالفساد والمحسوبية وسوء الإدارة التي كلفت العراق المزيد من الخسارات والمواجع.
بلاسخارت تتصرف كرجل أعمال يبحث عن فرص إستثمار وعمل، ولديها القدرة على الضحك في وجه القاتل، والبكاء على جسد الضحية، لاعبة ماهرة، وأكثر مايثيرني فيها تسريحة شعرها التي تتغير مع تغير المواقف التي عليها أن تبديها تجاه الأحداث في العراق، ولكثرة تلك المواقف لم نعد نميز بين تسريحة شعر وأخرى تتزين بها السنيورة الأممية.