بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
للسفينة أو القاطرة البحرية (الأمين) لقطات ظلت عالقة في ذاكرتنا منذ العام الذي وصلت فيه الى العراق قادمة من اليابان (عام ١٩٧٥). .
في ذلك العام كان الشاب (فوزي حميد البيضاني) أول ربان لها، وهو بعمر ٢٢ سنة، والشاب (جبار ناهي الدراجي) ربانها البديل. وكان على ظهرها مهندس الضمان الياباني (ساتو) الذي كان يحب المزاح مع المهندس (زبيري ماري). .
وربما يطول بنا الحديث عن حجم الخدمات الملاحية التي قدمتها هذه القاطرة البحري على امتداد السنوات الطويلة منذ قدومها للعراق وحتى انتهاء عمرها الافتراضي بالعمل الدؤوب في عرض البحر. وهي الآن بعمر ٤٦ سنة، وقد تم شطبها رسميا، واعتبرت من ضمن السكراب بسبب كفاءتها المتدنية وضعف بدنها، وأحيل الذين عملوا عليها أول مرة الى التقاعد، وقضت سنواتها الأخيرة في مقبرة السفن التي تعج بالسفن والزوارق المتروكة. .
لكننا فوجئنا قبل بضعة أيام بخبر تسفينها وتعميرها بقصد إعادتها إلى الخدمة على الرغم من تهالكها بعد سنوات التقادم والاندثار. وتحملت الموانئ كل التكاليف من إيراداتها الخاصة، ولا نعرف حتى الآن مبررات هذا الصرف المالي على قطعة بحرية أكل عليها الدهر وشرب، ولا نعرف اي شيء عن الجدوى الفنية والاقتصادية التي يمكن ان تجنيها الموانئ عبر هذا البذخ المفرط على حطام لسفينة بالية. .
لا نريد ان نتوسع في الشرح المفصل، لكننا نراهن الجميع بأن الموانئ ارتكبت أخطاء مالية وتشغيلية وإدارية فادحة بهذه الخطوة عندما طرقت أبواب الصرف المالي غير المبرر. .
ولله في خلقه شؤون