بقلم : أياد السماوي …
لا زالت الأوساط الشعبية والرأي العام يتابع باهتمام بالغ موضوع الرسالة المنسوبة إلى وزير الكهرباء المستقيل ماجد حنتوش , خصوصا أنّ المعلومات التي جائت في الرسالة دقيقة جدا , وليس هنالك موظف واحد في الوزارة ابتداءا من الوزير المستقيل وحتى الفراش لا يعرف دقّة ما ورد في هذه الرسالة من معلومات .. وبالرغم من معرفة الجميع بسيطرة عصابة ( عباس الكوفي ) على كلّ صغيرة وكبيرة في إدارة وعمل الوزارة , إلا أنّ أصحاب القرار في البلد كانوا يرون الخراب بأم أعينهم من دون أن ينبسوا ببنت شفة جبنا وخوفا ونفاقا وفسادا , بدءا من طقطق إلى السلام عليكم كما يقول المثل الشائع .. فأي حديث وأيّ قرارات لا تتضمن تحرير الوزارة من خاطفيها الذين عاثوا الفساد فيها , لا قيمة لها أبدا ولن تكون مجدية بالمطلق .. أمّا كون خلية الأزمة اجتمعت أو قرّرت , فلا قيمة لاجتماعاتها وقراراتها ما لم تذهب قوّة عسكرية تحرّر الوزارة من هؤلاء الخاطفين الأوغاد .. وعندما تحرّر الوزارة وتعود إلى أهلها , عند ذلك نبدأ بدراسة مشكلة الكهرباء ولماذا لم تحل هذه المشكلة طيلة السنوات المنصرمة مع كلّ هذه الأموال الخيالية التي صرفت على قطاع الكهرباء ؟ من قبل لجنة من خبراء الطاقة بشرط أن أن لا يشارك أيّ من المسؤولين السابقين الذين توّلوا إدارة هذه الوزارة في عمل هذه اللجنة ..
وحسب معلوماتي الدقيقة جدا أنّ الوزير المستقيل ماجد حنتوش ووكيله لشؤون الإنتاج أيسر حبيب طوبيا , قد اجتمعا مرارا ومنذ شهر تشرين الأول الماضي وقبل حلول فصل الصيف وطلبا من رئيس الوزراء تخصيص الأموال اللازمة لصيانة المحطات الكهربائية والتهيؤ لفصل الصيف , فكان ردّ رئيس الوزراء لماذا هذه الصيانة وقد خصّصت الدولة أمولا لأعمال الصيانة في العام الماضي !!! , معتقدا أنّ أعمال الصيانة تجرى كلّ عشرة سنوات !!! , وقد حذرّا رئيس الوزراء من هذه النتيجة , ولهذا قدّم الوزير استقالته منذ تشرين الأول الماضي إضافة إلى اختطاف الوزارة من قبل عصابة عباس الكوفي .. ومن أجل أن نضع الحقيقة كاملة أمام أنظار الشعب العراقي , فإنّ ما حدث من انهيار متوّقع للمنظومة الكهربائية , يتحملها بالدرجة الأولى رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي وتيّار سائرون الذي تنتمي له عصابة عباس الكوفي .. أمّا مشكلة الكهرباء المستعصية عن الحل , فسببها هو النظام السياسي القائم الفاسد , هذا النظام الذي أبعد الوطني والنزيه وجاء بالفاسد اللص وفق نظام المحاصصات الحزبية المعتمد .. فما لم تتحرّر وزارات الكهرباء والصحّة والصناعة والنفط وباقي الوزارات الأخرى من العصابات التي عاثت فيها الفساد , فلا تتحدّثوا عن أي قرارات , فالشعب والرأي العام العراقي يعي الحقيقة كاملة ولا يمكن أن يخدعه الفاسدون الأوغاد .. كلمتي الأخيرة موّجهة لسيادة الفريق أحمد أبو رغيف , هل ستذهب مع قواتك لاعتقال عباس الكوفي وعصابته في وزارة الكهرباء ؟؟ أم أنّك تخاف على رأسك ورأس سيدك الكاظمي ؟؟ ..