بقلم : أياد السماوي …
وفد عراقي كبير ورفيع المستوى سيصاحب رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي في زيارته المرتقبة إلى الولايات المتحدّة الأمريكية خلال الأيام القريبة القادمة , على رأس هذا الوفد وزير الخارجية السيد فؤاد حسين ومستشار الأمن القومي السيد قاسم الأعرجي ونائب قائد العمليات المشتركة الفريق الأول الركن عبد الأمير الشمري وقائدي القوّة الجوّية والدفاع الجوي وعدد من كبير من المسؤولين بلغ عددهم خمسة وعشرون .. الوفد ضمّ ستة من كبار العسكرين إضافة إلى مستشار الأمن القومي .. ظاهر الزيارة وكما ذكرت المتحدّثة الرسمية بأسم البيت الأبيض ( جين ساكي ) في بيان صحافي نشرته القنصلية الأمريكية في مدينة أربيل جاء فيه ( أنّ زيارة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي ستسلط الضوء على على الشراكة الاستراتيجية بين والايات المتحدّة والعراق وتعزيز التعاون الثنائي ضمن الإطار الاستراتيجي , وسترّكز أيضا على المجالات الرئيسية ذات الاهتمام المشترك من خلال مبادرات الصحة والتعليم والطاقة والثقافة والمناخ , وأنّ الرئيس الأمريكي يتطلّع إلى تعزيز التعاون الثنائي مع العراق في القضايا السياسية والاقتصادية والأمنية لتشمل الجهود المشتركة لضمان هزيمة داعش ) ..
هذا هو المعلن في هذه الزيارة , لكن هنالك من يعتقد ومنهم كاتب هذا المقال أنّ الزيارة في هذا الوقت تحديدا , لها أهداف أخرى غير الأهداف التي تمّ الإعلان عنها , خصوصا بعد التوتر الذي تشهده البلاد بين القوّات الأمريكية وفصائل المقاومة التي تطالب برحيل هذه القوات , وتصاعد موجة المطالبة بتأجيل الانتخابات النيابية المبكرّة في العاشر من تشرين الأول القادم , والإبقاء على حكومة مصطفى الكاظمي حتى شهر أيلول من العام القادم .. وربّما يكون موضوع تأجيل الانتخابات النيابية هو الهدف الحقيقي وراء هذه الزيارة , وذلك من خلال قيام الولايات المتحدّة بالضغط على مجلس الأمن بتأجيل موعد الانتخابات المقرّرة رسميّا , بالتعاون والتنسيق مع بريطانيا ودول الاتحاد الأوربي وممثل الأمين العام للأمم المتحدة , بحجّة أنّ أوضاع البلاد الأمنية غير مهيأة لإجراء الانتخابات في موعدها المقرّر .. وبالرغم من كلّ التأكيدات التي يطلقها الكاظمي لإجراء الانتخابات في موعدها المقرّر , إلا أنّ كاتب هذا المقال يراه كاذبا ومخادعا في كلّ كلمة يطلقها بخصوص الانتخابات , بل هو من يقود مؤامرة تأجيل الانتخابات النيابية بالاتفاق مع كتلة سائرون والتنسيق مع أمريكا وبريطانيا وهولندا والسعودية والأمارات وبعض الكتل السياسية في البلد التي تتظاهر برفض التأجيل .. فليس هنالك أي تبرير منطقي لانسحاب سائرون من الانتخابات سوى تأجيل الانتخابات , خصوصا بعد حملة الاتهامات الواسعة بالفساد التي أطالت الكتلة في ملّفات الكهرباء والصحة وارتفاع الأسعار بسبب رفع سعر الدولار التي تبنتها كتلة سائرون , حيث باتت هزيمة سائرون في الانتخابات كالشمس في رابعة النهار .. وزيارة رئيس الوزراء إلى واشنطن هي الحلقة الأهم في مؤامرة تأجيل الانتخابات النيابية وعدم إجرائها في وقتها المحدّد .. ومن يعتقد أنّ الولايات المتحدّة ستناقش ملّف انسحاب قواتها من العراق مع رئيس الوزراء فهو واهم جدا , فموقف إدارة بايدن من سحب القوات الأمريكية من العراق معلن ولن يتمّ قبل بضعة سنوات .. وأي حديث عن حوار استراتيجي يقضي بإجلاء القوات الأمريكية من العراق واحترام قرار مجلس النواب العراقي القاضي برحيل القوات الأجنبية من العراق , هو حديث للاستهلاك ليس إلا .. ففي هذه الزيارة سيبلغ الرئيس بايدن رئيس الوزراء الكاظمي عزم الولايات المتحدّة على توجيه ضربات مباشرة إلى من تعتقدهم أمريكا أدوات إيران في العراق .. وهذه الزيارة ستكون الحلقة الأبرز في مخطط المؤامرة ..