بقلم : جمال الطالقاني …
تروي سيدة طاعنة في السن .. غارقة في احلام المنجمين وفتاحي الفال .. انها ما زالت تنتظر تحقيق الحلم الذي رافقها منذ صباها .. وكلما تتخيل حالمها يرف جفنها الايسر .. تقول سوف افرح ..!!
وتفرح اساريرها وشفاها… ولكنها لا تفرح وتظل اسيرة ذلك الفرح الحلم ..!!
وبعدما وصلت على اعتاب الثمانينات وقد طرقت ابواب جميع العرافين ورشفت الكثير من فناجين القهوة ..
والفرحة ما زالت موجودة يقرأها الفنجان بخطوط البن المتعرج …
كلما تخيلت عيون تلك السيدة وجدتُ العراق وأهل العراق ..
فبرغم الألم والقهر والحرمان واليأس والقتل والاستهداف ما زالوا يقرأون ويمنون النفس بالفرحة .. وما زالوا يعيشون بنفس الحب الذي يربطهم بذات المصير وبذات القيود التي ما انفكت تقصم معاصم الفقراء والمحتاجيين وتترك اثرها طويلا …
لله درك يا شعبي فما زلت برغم الجرح والمرارة والالم سعيد بما كتب لك .. !!
لله دركم ايها الابرياء الملكومون فالسلطة بضعفها .. لا زالت قامعة لحرياتكم وافراحكم وعائق نحو تحقيق احلامكم وامانيكم … انكم ولله شعب المعجزات والاعاجييب..!!
لاسيما وانتم تتابعون من على شاشات التلفاز فضاضة الذين هم جزء من معاناتكم مايزالون يكذبون ويكذبون ويكذبون عليكم وانتم قانعون وقابعون والبعض ع أصوات المهاويل يتقافزون كالقردة مرددين للسراق حينما يزورونهم هوساتهم المعتادة والمعروفة .. علي وياك علي …..!!!!!
ومن يتابع ويقارن فضاضة بعض مسؤولي السلطة يعتقد جازماً بأن المصير متشابه
(هدام) ترك بصماته على ابناء السلطة ..
والسلطة ما زالت تتربع في قصر عاجي ابيض لا تطاله يد المحرومين والمظلومين ..!!
ونحن كالسيدة العجوز ننتظر يد الله بمنتهى الصبر والايمان حتى لو كان الصبر مميت واخذ من جرف ارواحنا الكثير ..!!
لتنتشلنا من هذا الحرمان والبؤس وتحقيق الفرحة ..!!
المقبور(هدام) كان يقتل ويصفي معارضوه ليعيش ..!!
واغلب ساساتنا الآن تقتل وتتقاتل وتستقتل من اجل الحصول على الكراسي والمناصب بأمتيازاتها .. تتصور بكل غباء وثوووووول بأن خطواتها واكاذيبها التي تغازل بها الشارع ستنطلي عليه ..!!
وان عملية تفشي الفساد الذي نخر مؤسسات الدولة العراقية وسيناريو الابادة بالجملة .. جعلت من المواطن على اعلى درجة من الفهم والادراك .. طبعاً بأستثناء المنومين مغناطيسياً ..!!
فأية سياسة تلك التي يتبعها ممن اقصدهم .. والى اي اتجاه يتجهون ..!!
وما ذنب الابرياء يقتلون ويبادون وبالصور البشعة التي شهدناها مؤخرا من حرق واغتيال وتفجير ..!!
سحقا للكراسي اللعينة الذي وأدت فرحتنا واحلامنا وقمعت أمنياتنا …
من على قنوات التلفاز والتواصل الاجتماعي .. الجميع شاهد كيف ابيدت ارواح بريئة في مستشفى الحسين في الناصرية لم يعثروا على اجسادهم الطاهرة بأستثناء رمادها المتناثر ..!!
وقبلها تفجير الكرادة وحريق ابن الخطيب والكثير الكثير من الاستهدافات الكارثية ..
إلا تهزكم تلك المشاهد يامن تتصارعون وتتقاتلون من اجل المنصب والكرسي…!!
لله درك يابلد …
صور من الآف الصور تحدث كل يوم بمعاناتها وألامها والشعب تتقطع اوصاله بلا منقذ وبلا ناصر ولا معين ولا قارئ مخلص يقرا فنجانه ليفك الخيوط والطلاسم المتشابكة ..!!
اكملنا العام الثامن عشر ما بعد احتلال العراق … واحزاننا وايامنا التي تتداعى يوما بعد اخر نتيجة المهاترات والمزايدات الخفية والمعلنة للضحك على ذقن الشعب من أجل الظفر بالحكم والمنصب وما يترتب عليه هذا الظفر من مصالح ..!!
وللاسف بالمقابل من يعمل بوطنية واخلاص ترى تكالب الثعالب (الواويه) والذئاب لتطيح به حسدا وغيره ..!!
اخيراً .. الى متى يستمر نزف دمك ياوطن …!!!
“فالله درك يا شعبي ومن يقرأ فنجانك يا عراق”
والرحمة كل الرحمة لشهداءك ياوطني من الاولين والاخرين …