بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
أغرب ما تناقلته وكالات الانباء قبل اربعة أعوام هو الهجوم الذي شنه النائب مازن المازني ضد السومريين ببيان صريح ومباشر وتحت سقف البرلمان، ومازالت شبكة اليوتيوب تحتفظ بهذه الحملة الموجهة ضد السومريين، وضدي انا شخصياً. .
لم تأت هذه الحملات من فراغ، واحيانا يشترك فيها بعض علماء الآثار بأساليب غير أكاديمية تثير الدهشة، من هؤلاء نذكر الدكتور (بهنام ابو الصوف) الذي زعم ان جذور سكان الأهوار (بقايا السومريين) ترتبط بقبائل الزط الهندية، وحديثه هذا موثق أيضا حتى الآن في شبكة اليوتيوب. . .
فبينما تنشغل الجامعات الأوروبية والامريكية منذ القرن الخامس عشر الميلادي في فك ألغاز الألواح السومرية لا نجد ذلك الاهتمام داخل بلاد ما بين النهرين، فعلى الرغم من ان السومريين هم أقدم من سكن العراق، وأول من شكَّل حضارة متقدمة شملت أقدم أنظمة الكتابة، والفنون والعمارة وعلم الفلك والرياضيات واختراعات كالمحراث والمراكب الشراعية والأنظمة الرقمية.. وعلى الرغم من إنهم عاشوا منذ نحو 7000 سنة، وجعلوا من بلاد الرافدين (مهداً للحضارة). .
اذكر انني قرأت (تحليلا) اركيولوجيا قبل بضعة اعوام يرسم فيه (المحلل) صورا بشعة للسومريين، وينتقد فيها اطوالهم واشكالهم وضخامة أنوفهم، ولا ادري من اين جاء بتلك المقاسات الجمالية. .
اما الآن وفي غمرة انشغال العالم بالانوناكي، وملحمة الطوفان، ونظريات زكريا سيشن عن الكوكب الثاني عشر (نيبيرو)، لن تسمع في العراق سوى حملات الاعتراض والتنديد بهذا الرجل حتى لو كان يمتلك نصف الحقيقة، في حين لم يعترض احد عندما طوقت الفرق الامريكية زقورة اور عام ٢٠٠٣، فنبشت ارضها وقلب عاليها سافلها، واستحوذت على الكنوز مستعينة بأحدث التقنيات، ثم اخذتها معها من دون ان نعرف ماذا أخذت وماذا وجدت. وكل القصة وما فيها لا احد يهتم بالسومريين بدوافع اشتركت فيها الأنظمة الحاكمة في العراق منذ عقود وعقود. وسنأتي على ذكر تلك الدوافع الغبية في مقالة لاحقة ان شاء الله.