بقلم : هادي جلو مرعي …
نبهتني السيدة (زينب كرملي) مرشحة عن محافظة البصرة الى موضوع غاية في الأهمية نخوض فيه على الدوام دون أن يكون لنا موقف حقيقي من تداعياته، لكن المشكلة التي تواجهنا تتمثل في صعوبة لملمة آثاره السلبية، أو كبح جماح الفاعلين المؤثرين فيه كمواطنين وكمنتفعين ممن يخوضون سباق الإنتخابات النيابية المقبلة. فهو أشبه بالقنبلة التي تنفجر وسط كم كبير من الناس، ثم تتشظى فيكثر القتلى والمصابون نتيجة ذلك التشظي القاتل والمخيف.
الناخب الفاسد، في مقابل المرشح الفاسد معادلة سيئة الصيت، وكابحة لكل طموح بالتغيير، وبناء الدولة، وإقامة العدل في المجتمع المعذب نتيجة الفوضى، والحكم غير الرشيد وسيطرة المال والنفوذ ولقوة القاهرة، وتغليب مصالح فئة على أخرى. فالمرشح الذي يعرض المال، والخدمات الخاصة، والإغراءات على الناخبين، هو شخص فاسد، ولديه طموح فاسد، والناخب الذي يقبل بأن يبيع صوته، ويحصل على فتات، ويصوت لمرشح سيضيع حقوقه لاحقا هو ناخب فاسد، ولايمتلك الكرامة، وعزة النفس، ولاعذر له. فالمبلغ الذي يتقاضاه لاقيمة له مطلقا، وسينفقه، ثم ينساه، ولكنه سيظل معذبا، ويعاني الفاقة، والتهميش، والظلم، وضياع الحقوق.
نازل آخذ حقي شعار كبير يرفعه ملايين العراقيين يوميا في الشوارع، والميادين، وصفحات الفيس بوك، وأثناء التظاهرات، وبعض ممن يهتفون بهذا في الشوارع، وتهبط دموعهم معه هم انفسهم من باعوا أصواتهم لمرشحين فاسدين، وهتفوا لهم، ومثل هولاء الذين يصوتون لولاءاتهم، وليس للمرشحين الجيدين، ويصرون على التصويت لمن ينتمي للجهة التي يتبعون لها لأنهم منتفعون منها فيجنون على أنفسهم على عامة الشعب.
هناك اشكال من الفساد يصنعها الناس، وليس السياسيون هم من يصنعونها فقط، ويشاركون مجتمعهم فيها.