بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لازالت الفضائيات الغبية تسألنا نحن أبناء الجنوب: من أي القبائل أنتم، تدفعها لهذا السؤال عقدة مغروسة في نفوسها المريضة وفي عقولها المشفرة ضدنا نحن أبناء الجنوب. .
فالفضائيات الغبية ما انفكت تثير الفتن الطائفية والعرقية والعشائرية. بينما ظل المتخلفون فقط هم الذين ينبشون باطن الأرض ليستخرجوا ما تجود به عليهم من معادنها لكي يعتاشون عليه. في الوقت الذي أصبح الإنسان بذاته هو الاستثمار الأكثر ربحاً. .
هل فكرت عندما تشتري سيارة يابانية حديثة كم تحتاج هذه السيارة من الثروات الطبيعية وكم تحتاج من الموارد المالية ؟، فاللافت للنظر انك تنفق ثروة هائلة تتجاوز قيمها مئات البراميل النفطية، والسبب ان تلك السيارة تمثل ثروة فكرية من إنتاج عقول البشر ؟. .
هل تعلم ان أرباح شركات آسيوية مثل هونداي وتاواهاربر وهواوي واخواتها تتجاوز ميزانية عشرات الاقطار العربية ؟؟. في حين نحتاج لقرون كي نجمع مثل هذا المبلغ من ناتجنا المحلي. ولا ثروة مع عقول الثيران المثيرة لغبار التمزيق العرقي. .
لقد تعرضت اليابان للهزيمة الساحقة في الحرب العالمية الثانية لكنها انتقمت من المنتصرين عليها في أقل من خمسين عاماً باسلحة الفكر والعلوم والتقنيات المتطورة، وبقيت الفضائيات الغبية وحدها تسألنا من أي القبائل الهندية انتم ؟. وما هي لغة أجدادكم ؟. في حين يطهر علينا المصابون بعقدة الدونية ليصطفوا معها ويضيفوا الرياح القوية للمهزلة. .