بقلم : هادي جلو مرعي …
الدول العظمى مثل القاتل المأجور الذي مات عنده الضمير، وإنحسرت في داخله الرحمة.
في ساحة الحرب في تاريخ بعيد، خيول ورماح وسيوف وسهام ودروع وخوذ على الرؤوس، وفي الأزمنة الراهنة طائرات ودبابات وبنادق، وربما أسلحة نووية، ومعدات ثقيلة.
لاتجد في ساحة الحرب أثرا لزروع ونجيل أخضر وأشجار، ومظاهر حياة مختلفة كما في أمكنة أخرى يعمها الهدوء، وتسودها السكينة والسلام فبنبري أهلها للبناء والإعمار، ويتسابقون في العمل ليظهروا مواهبهم، ويكونوا جزءا من معادلة الحياة التي تتطلب فعلا مستمرا، وتحديا للصعاب لاينقطع مهما تغيرت الأحوال، وتراكمت المحن.
في العراق تبدو الأمور مختلفة، فهذا البلد يعاني من مشاكل لاتعد ولاتحصى، وتكاد تكون عنوانا لوجوده، ومظهرا من مظاهر كينونته، ونهجا لايحيد عنه حاكموه ومواطنوه على السواء، وسبيلا يأخذه الى مزيد من التعقيد والمعاناة، وهو ساحة حرب لأجندات تتقاطع، ولاتتصل، وتحيله الى خرائب لاحياة فيها.
يبدو إن العراق مايزال ساحة حرب مفتوحة تستخدم فيها الأسلحة البدائية، والأسلحة الحديثة من السيوف الى الدبابات والطائرات، وكل سبل الهيمنة والنفوذ، ولامجال لغير الحرب وأدواتها القاتلة والمعطلة للحياة
ساحة الحرب لاينشغل الناس فيها سوى بمحاولة هزيمة الطرف الآخر، والقضاء عليه، أو تحييده، ومنعه من أدواته، لامجال في هذه الساحة لمايتمناه الناس من بناء، وإعمار، وإصلاح، وتربية، وتعليم، وصحة، وكهرباء، وماء، وتوظيف للقدرات، وتنميتها، وتطوير الإمكانات، وإحترام إرادة الشعب، ورغبته في التغيير، والمستقبل الأفضل.