بقلم : هادي جلو مرعي …
من حسنات العراق على التافهين فيه إنه مثل محل بيع بضائع قرر صاحبه أن يقوم بعمل تخفيضات، فهرع الناس للشراء، وهكذا حال السياسة في هذا البلد، وحال الصحافة، وبقية القطاعات التي فتحت لكل من هب ودب، فتجد السياسيين والصحفيين والمثقفين والفنانين والكتاب على (قفا من يشيل) وبإمكان كل واحد أن يكون مايشاء، فليس من حسيب ولارقيب، والمهم أن تكون جزءا من لعبة، أو فريق سياسي، ومدافع عن وجود بعينه.
التافه الذي تحول الى سياسي، تحول مع الوقت الى قديس، ويدافع عنه فريق كبير من الكتاب والإعلاميين والأبواق، والذين كلفوا بمهمة التلميع والتشميع والتبييض والتزيين والتجميل، وهولاء هم أدوات لهم مايريدون ومايطلبون طالما إنهم تقبلوا التافه السياسي، وعملوا معه وله، وشمروا عن سواعدهم ليدافعوا عنه، ويدفعوا به الى الواجهة، ويكونوا أبطالا في الميدان، وقادة وسادة، ورجال دولة لايشق لهم غبار.
تتاح الفرصة يوميا لمزيد من التافهين أن يصعدوا على منصة التتويج، ويقلدوا بالذهب والفضة والنحاس، وينزلوا معززين مكرمين، وهم فرحون جذلون، ويصفق لهم الجمهور بحرارة، ويلتقط معهم الصور، ويضعها على الفيسبوك وتويتر، والمصيبة، ولكثرة الجهال، والذين ينتشرون في المجتمع لم نعد نستطيع إنتقاد أحد من هولاء فالسياسي الفاشل ناجح في ظن الجهال، والكاتب الذي يكتب كلاما سمجا لاقيمة له هو كاتب حقيقي في نظر الجهال، بينما يضيع أصحاب المواهب، والذين يملكون قدرات عالية وكبيرة،ولاتعود لهم من قيمة تذكر في المجتمع.