بقلم : أياد السماوي …
دولة رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي .. بما أنّك لا تعلم ولا تريد أن تعلم , فأرى من الواجب أن أقول لك أصمت ولا تتحدّث بأي شيء , لأنّك تجهل كلّ شيء .. الشيء الوحيد الذي برعت وأبدعت فيه وسبقت من سبقك , هو تسليمك مفاصل الدولة الهامة للفاسدين واللصوص والانتهازيين والمنتفعين , وإفقارك الفقراء والمعدمين من أبناء هذا الشعب من خلال رفع سعر صرف الدولار الذي أدّى إلى أرتفاع أسعار السلع والخدمات بشكل كبير وانخفاض مستوى الدخل , وتبديدك أموال البلد خلافا للقانون كما يحصل الآن من إرسال لأموال الشعب العراقي إلى حكومة الإقليم خلافا لقانون الموازنة , واستخدام أجهزتك القمعية للتعذيب الوحشي والذي أدّى إلى موت عدد غير قليل من المواطنين في بغداد والبصرة والموصل وديالى , تحت التعذيب في أقبية المجرم ( أحمد أبو رغيف ) , وبراعتك في التجسس على السياسيين والكتاب والمعارضين لنهجك , فهذا الذي فلح به شعبنا في ظل حكومتك اللا موّقرة ..
والإصلاح يا دولة الرئيس لا ينهض به جاهل وفاسد مثلك , جاء إلى أخطر منصب في الدولة عن طريق التآمر مع الطبقة السياسية الحاكمة التي أوصلته للحكم .. ولو كنت مصلحا حقا كما تدّعي زورا وبهتانا , لما وافقت على رفع سعر صرف الدولار الذي أدّى إلى رفع الأسعار و إنخفاض قيمة الدخل الحقيقي للموظفين والعمال والكسبة وعامة الشعب .. كما ولو كنت مصلحا حقا وتعمل من إجل تصحيح بنية الاقتصاد العراقي المشوّه والوحيد الجانب , لأعلنت عن خطّة للإصلاح الاقتصادي من ثلاثة مراحل قصيرة الأجل ومتوسطة الأجل وبعيدة الأجل .. وبما أنّ فترة حكمك محدّدة بالانتخابات المبكرّة , فكان الأولى بك أن تقوم بإجراءات سريعة توقف نزيف الهدر غير المبرّر للمال العام , والعمل على ضغط النفقات بأكبر قدر ممكن والسعي لتعظيم الإيرادات بأقصى ما يمكن , وعزل كافة المسؤولين الكبار في الدولة المتّهمين بالفساد وضياع المال العام .. ولأنّك فاسد مع سبق الإصرار والترّصد , فقد عملت بالضدّ من كل هذه البديهيات , ورحت أنتّ وفريقك من الأفّاقين واللصوص تخضمون مال الشعب خضم الإبل نبتة الربيع .. متوّهما أنّ الدنيا قد أقبلت عليك والعراقيين قد بسطوا الطاعة والولاء لك ولفريقك من الأفّاقين .. ولكنّك يا دولة الرئيس قصير النظر ولا تنظر لعاقبة الأمور , ولو أنّك قد آمنت بحكمة ( لو دامت لغيرك لما وصلت إليك ) , لما شططت وذهبت بعيدا مع أهوائك الشيطانية وأهواء من جاء بك .. والمصلح الذي يريد أن يبدأ بالإصلاح حقا , لا يبدأ به في الأيام الأخيرة المتبقية من حكمه , فعلى من تضحك يا مصطفى الكاظمي ؟؟ الآن تريد أن تبدأ بتنفيذ الورقة البيضاء التي لا تفهم أي شيء فيها بل ولا تستطيع حتى قراءتها بشكل صحيح ؟؟ دولة الرئيس .. خذها نصيحة مني .. والذي رفع السماء من غير عمد لن ولن تعاد إلى رئاسة الوزراء ولو انطبقت السماء على الأرض .. نسخة من هذا القسم المغلّظ للثنائي محمد الحلبوسي وبرهم صالح .. والإصلاح الذي ينشده الشعب ويسعى إليه , سيبدأ بك أنت أولا يا مصطفى الكاظمي ..