بقلم : أياد السماوي …
في الوقت الذي يتابع فيه العالم بأسره التطورات الدراماتيكية الجارية في افغانستان وما يجري فيها من انهيار سريع للقوات المسلّحة الأفغانية أمام قوات حركة طالبان التي باتت تقف الآن على تخوم العاصمة الأفغانية كابل , وفي الوقت الذي يتابع فيه الشعب العراقي انعكاسات هذه التطورات السريعة على الوضع الأمني في العراق , يفاجئ السيد آمر لواء أنصار المرجعية المعمم ( حميد الياسري ) الشعب العراقي بخطاب خطير ومتشّنج وخارج عن المألوف والسياقات العقائدية لشيعة أهل البيت عليهم السلام , التي لا تعترف بالحدود الجغرافية .. خطاب لا تعرف أسبابه وأهدافه ودوافعه ومبطّن بدوافع تبدو وكأنّها وطنية , ولكنّها تقطر سمّا زعافا على فصائل المقاومة الإسلامية التي رفعت راية خروج القوات الأمريكية من العراق والتصدّي للمشروع الأمريكي الإسرائيلي السعودي الأماراتي في العراق والمنطقة عموما .. ومن يستمع لهذا الخطاب الخطير والمشبوه سيصاب بالصدمة كون صاحب الخطاب هو أمر لأحد الألوية الأربعة التي تدّعي ارتباطها بالمرجعية الدينية العليا .. وخطورة خطاب السيد الياسري لا تنطوي على الجوانب العقائدية الشاذة فحسب , بل أنّ مثل هذا الخطاب المسموم تنتظره كلّ القوى المعادية لفصائل المقاومة العراقية التي تعتبر هذه الفصائل إيرانية الولاء والانتماء والأهداف ..
إنّ ما تحدّث به المعمم ( حميد الياسري ) لا يمثّل انحرافا فكريا وعقائديا عن عقيدة شيعة أهل العراق في الحسين وثورته ومبادئه التي جائت للإنسانية جمعاء , بل بما يحمله هذا الخطاب المنحرف من تشويه للحسين وثورته بزعمه أنّ حسيننا غير حسينهم , وديننا غير دينهم .. ولعمري أنّ مثل هذا الخطاب لا يلهج به سوى أعداء الحسين وأعداء شيعة أهل البيت عليهم السلام , وبموجب خطاب هذا المعمم الشاذ , فإن شهداء إيران ولبنان الذين سقطوا في العراق دفاعا عن العراق وشعبه ومقدّساته هم خونة لبلدانهم وشعوبهم , هكذا يفهم الوطنية هذا المعمم الذي ابتلى به العراق وبأمثاله , فمثل هذا الفكر المنحرف يغذّيه له أعداء العراق والحشد الشعبي , فإذا كان الولاء لمن هو من خارج الحدود خيانة للأوطان بنظر هذا المعمم , فهل ولاء العراقيين للسيستاني الإيراني الجنسية وتقليدهم لمرجعيته الرشيدة هو خيانة للوطن أيضا ؟ ثمّ والأهم من كلّ هذا ما هي دوافع وأهداف هذا الخطاب المشبوه جملة وتفصيلا في هذا الوقت تحديدا ؟ أليس الواجب الشرعي والوطني يدعونا جميعا أن نكون يدا واحدة لمواجهة أعداء العراق والحشد الشعبي وكلّ المترّبصين ببلدنا وشعبنا ؟ ويا ترى من هي الجهة التي أوعزت للياسري بهذا الخطاب المملوء عداء لفصائل المقاومة الإسلامية ؟ ومن هو هذا المرشد والمفتي الذي سيفتي بقتل معمم منحرف في فكره وعقيدته ومشهور في فساده ؟ ومن هم الخونة الذين قصدهم الياسري في هذا الخطاب ؟؟ .. وأخيرا ما هو موقف الجهة التي تشرف على هذه الألوية الأربعة من هذا الخطاب الخطير الذي يؤشر لانحراف في المنهج والعقيدة ؟؟