بقلم : أياد السماوي …
حالة من الاستياء والغليان تنتاب الشارع العراقي بعد جريمة قتل مدير عام الشركة العامة لتجارة المواد الغذائية قاسم حمود منصور الذي لقى حتفه تحت التعذيب على يد جلاوزة المجرم أحمد أبو رغيف .. فالمعلومات من دائرة الطب الشرعي تؤكد أنّ الشهيد قاسم قد لقى حتفه تحت التعذيب في لجنة الموت برئاسة أبو رغيف وتم تصوير كافة اثار التعذيب, بسبب رفضه توقيع عقود تشوبها عمليات فساد كبرى يشرف عليها رئيس مجلس النواب محمد الحلبوسي .. معلوماتنا الدقيقة جدا تؤكد أنّ الكاظمي يحاول أن يبعد المسؤولية عنه وينأى بنفسه بعد تزايد أعداد المغدورين قتلا تحت التعذيب في سجون أبو رغيف , وتزايد حملات الاستنكار الدولية لما يجري في العراق من تعذيب وحشي مفضي للموت للمتّهمين في لجنة الأمر 29 ومراكز الإجرام التابعة لوزارة الداخلية .. محاولات الكاظمي تحميل المجرم أبو رغيف كامل المسؤولية فيما يحدث من جرائم وقتل تحت التعذيب وانتهاك للدستور والقانون , لن تعفيه من هذه المسؤولية أبدا , لأنّ جميع الملّفات وفق ما جاء في الأمر الديواني 29 / أولا تحال إلى اللجنة من قبل رئيس الوزراء حصرا, وانّ نتائج أعمال هذه اللجنة تعرض على رئيس مجلس الوزراء .. فالقول أنّ المجرم أحمد أبو رغيف قد ذهب بعيدا في إجراءاته القمعية بحق المعتقلين لن ولن تعفي الكاظمي من تحمّل كامل المسؤولية .. ولو كان هذا العذر مقبولا لقبل عذر اللعين أبن اللعين يزيد بن معاوية عندما قال أنّ أبن زياد قد عجّل بالحسين ..
وبدورنا نقول للمجرم أبو رغيف وكل الجلاوزة الذين يعملون بمعيته في لجنة التعذيب والموت .. ها هي أفغانستان مثالا حيّا أمامكم , وها هو مصطفى الكاظمي قد تخلّى عنكم قبل مغادرته كرسي رئاسة الوزراء , وبدأ من هذه اللحظة يردّد أنّ ما جرى من انتهاكات للقانون وقتل للمتّهمين تحت التعذيب في لجنة الأمر الديواني رقم 29 إنّما هي تصرفات فردية قام بها الفريق أحمد أبو رغيف .. وما تسلّمه مركز جنيف الدولي من تقارير من داخل السجون العراقية تناول فيها الأوضاع غير الإنسانية التي يعيشها المعتقلون في السجون العراقية والمعاملة القاسية التي تصل إلى التعذيب المفضي إلى الموت , جعلت مركز جنيف الدولي يهتم بمتابعة أوضاع حقوق الإنسان في العراق وإبلاغ الجهات المعنية في الأمم المتحدّة , خصوصا أسماء الضباط والمحققين المتورطين بأعمال التعذيب في لجنة أبو رغيف سيئة السمعة .. كما أنّ معلومتنا المؤكدّة تؤكد أنّ جهات عراقية معنيّة بحقوق الإنسان قد أقامت دعاوى قضائية أمام القضاء السويدي على مصطفى الكاظمي بانتهاك حقوق الإنسان باعتباره مواطنا سويديا يحمل الجنسية السويدية .. وإذا كان الكاظمي غير مسؤولا حقّا عن عمليات التعذيب الوحشي التي يقوم بها جلاوزة أبو رغيف والتي ادّت إلى موت أعدادا من المتّهمين , فلماذا لا يقوم بحل هذه اللجنة وإلغاء كافة قراراتها التي توّصلت إليها من خلال انتزاع الاعترافات تحت التعذيب والتهديد بانتهاك الأعراض.. وبهذا يتسائل العراقيون , من يتبع من ؟ هل الكاظمي تابع للفريق المجرم أم أنّ الفريق المجرم هو مجرّد ذيل تابع للكاظمي ينّفذ له رغابته الشيطان
السابق بوست