بقلم : أياد السماوي …
لم تكن مؤامرة تأجيل الانتخابات عن موعدها المقرّر في العاشر من تشرين الأول القادم مجرّد استنتاجات أو توّقعات أو رغبات لهذا الطرف السياسي أو ذاك , مؤامرة كانت ستحرق البلد على رؤوس أهله , اشتركت بها أطرافا دولية وإقليمية ومحلية .. كلّ طرف من هذه الأطراف كانت له مصلحة في تأجيل الانتخابات بل وإلغائها تماما .. الأطراف الدولية والإقليمية كانت ترى ضرورة بقاء واستمرار حكومة عميل جهاز المخابرات الأمريكية والموساد الإسرائيلي مصطفى الكاظمي لأجل غير معلوم , لأسباب ترتبط بالموقف من إيران والحشد الشعبي وفصائل المقاومة الإسلامية , أمّا الأطراف المحلية التي عملت على تأجيل الانتخابات لأجل غير مسمّى , كان هدفها هو استمرار سيطرتها على مفاصل الدولة الاقتصادية والأمنية أو ما يسّمى بالدولة العميقة , واستمرار نهبها لموارد البلد .. لكن وكما قال الله تعالى ( ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين ) , حيث كانت مؤامرة التأجيل قاب قوسين أو أدنى لولا أحداث أفغانستان التي كشفت خسّة وقذارة الإدارة الأمريكية وتخليها عن عملائها , ويقظة المخلصين من أبناء الشعب الذين تصدّوا لمؤامرة التأجيل وفضح أهدافها الخبيثة الشيطانية .. وربّ سائل يسأل وهل ستؤدي هذه الانتخابات إلى تغيير الخارطة السياسية القائمة ؟ وهل هنالك قوى سياسية جديدة يعوّل عليها بالتغيير الجذري والفوز بهذه الانتخابات ؟ فإذا كان الجواب لا وهو المؤكد , فلماذا هي الأهم والأخطر في مرحلة ما بعد الديكتاتورية ؟ ..
أهميّة هذه الانتخابات وخطورتها تتجلّى بالخلاص من أخطر ثلاثي حكم العراق في تاريخه الحديث , وهم ( برهم صالح و مصطفى الكاظمي و محمد الحلبوسي ) , وهذا الهدف بحد ذاته لا يقلّ أهميّة عن هدف إزالة نظام البعث المجرم , ولربّما أكثر من ذلك .. فإزالة آثار حكومة مصطفى الكاظمي وما أحدثه من تغييرات في هيكلية مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية والاقتصادية , يحتاج إلى ثورة حقيقية على الذات الفاسدة التي أوصلت الكاظمي والحلبوسي إلى رئاسة السلطتين التنفيذية والتشريعية .. ومن المؤكد أنّ هذه الانتخابات ستكون وقفة جدّية مع الله والوطن والشعب , ومراجعة للنفس التي انحرفت كثيرا وذهبت مع الشيطان .. وبدون أدنى شّك أنّ الذين جاؤوا بالكاظمي لرئاسة جهاز المخابرات ومن ثمّ لرئاسة مجلس الوزراء , يعون الآن حجم الجريمة التي اقترفوها بحق بلدهم وشعبهم , فالخراب الذي أحدثه النصّاب مصطفى الكاظمي وجوقة الأفاقين التي تحيط به في بنية مؤسسات الدولة , سيأخذ جهدا ووقتا لمحو آثاره وإعادة بناء هذه المؤسسات من جديد , ومن المؤكدّ أنّ التغيير المنشود والخلاص من الثلاثي المشؤوم لن يحصل أبدا ما لم يدرك أبناء الشعب العراقي أنّ هذا الانتخابات هي الأهم والأخطر في مرحلة ما بعد نظام صدّام الديكتاتوري .. وما لم ينهض الشعب وينتفض من خلال المشاركة الواسعة والواعية في هذه الانتخابات , ويقاطع كلّ دعوة مشبوهة لمقاطعة الانتخابات , فإنّ البلد سائر لا محالة نحو الخراب والفوضى والتقسيم , وليكن شعار هذه الانتخابات .. لا لعميل الموساد وقاتل الشهيدين الكاظمي .. ولا لسليل البعث المجرم محمد الحلبوسي .. ولا لعصابة العملاء والمجرمين الثلاثة رائد جوحي وأحمد أبو رغيف وأحمد نجاتي .. ختاما أقول كما قال الله تعالى .. ( وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون ) ..