بقلم : أياد السماوي …
ها هو مؤتمر دول الجوار الذي تحوّل إلى مؤتمر التعاون والشراكة ينهي أعماله ببيان إنشائي بائس بدأ بجملة اجتمع المشاركون .. حيث استخدم البيان عبارات ليس فيها التزاما عمليا واحدا في دعم العراق اقتصاديا وأمنيا وعسكريا , بل اكتقى بترديد عبارات عائمة مثل ( أعرب المشاركون عن شكرهم وتقديرهم .. رحبّ المشاركون بالجهود .. جدّد المشاركون دعمهم .. أقرّ المشاركون .. أثنى المشاركون .. ثمّن المجتمعون .. أكدّ المشاركون .. شدّد المشاركون ) , ولم يرد في البيان أيّ نص يلزم الدول المشاركة في المؤتمر بتقديم التزامات واضحة سواء في المجال الاقتصادي أو الأمني أو العسكري , عدا التزام واحد فقط جاء في نهاية البيان وهو ( تمّ الاتفاق على ضرورة تعزيز الجهود مع العراق للتعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري وفق الاتفاقات الدولية ذات الصلة ) , وهذا هو الإنجاز الوحيد الذي حقّقه العراق من انعقاد هذا المؤتمر .. ولم لا .. عسى أن تثمر تعزيز جهود المشاركين في التعامل مع التحديات الناجمة عن التغيير المناخي والاحتباس الحراري , في تخفيض درجات حرارة صيف العراق من خمسين درجة مئوية إلى ثلاثين درجة مئوية , ليتخلّص العراقيون من حرارة صيف العراق اللاهب وانقطاع الكهرباء ..
حتى هذه اللحظة لم يقف المتابعون في الشأن السياسي العراقي على الأسباب الحقيقية التي دعت رئيس الوزراء مصطفى الكاظمي لعقد هذه المؤتمر في بغداد , وما المغزى من انعقاده ؟ وما هي النتائج التي حقّقها العراق من انعقاد هذا المؤتمر ؟ لكنّ أحدا لم يتطرّق للجانب السايكولوجي لرئيس الوزراء ودوره في عقد هذا المؤتمر .. فعقدة الكاظمي في تدّني مستواه الثقافي والعلمي والمهني وافتقاره لأبسط المقوّمات ليكون مديرا لمدرسة ابتدائية , وعدم قدرته على نطق مخارج الحروف بشكل سليم , وشعوره بعقدة الخادم الذي قضى في خدمة مع من جاء به لهذا المنصب .. جعلت هذا العوامل جميعا أن تسيطر على سلوكه وتصرفاته وإدارته لمنصب رئاسة الوزراء التي وصل إليها بضربة حظ لا يمكن أن تحدث حتى في قصص الخيال .. والكاظمي يعلم علم اليقين أنّ إعادة ترشيحه مرّة أخرى مسألة مستحيلة بعد أن انفضحت قدراته ومواهبه وسلوكه الفاسد في إدارة الدولة وشعوره بالنقص من كلّ المحيطين به , دفعه برغم المدّة القصيرة المتبقية من حكمه إلى الإكثار من زياراته الخارجية لدول العالم المختلفة والالتقاء برؤساء وملوك هذه الدول والتقاط الصور معهم , ظنا منه أنّ التقاط الصور مع رؤساء وملوك العالم وهو مبتسما ستزيد من قدره وترفع من شأنه وستغطي على جهله في تأريخ بلاده الذي يدرسه التلاميذ في المرحلة الأبتدائية .. متوّهما أنّ التقاط هذه الصور مع قادة العالم مثل المرشد الأعلى علي خامنئي و بايدن وأردوغان وماكرون وغيرهم من الرؤساء والملوك والأمراء العرب ستدخله التأريخ كقائد سياسي فذ أخرج بلده من الظلمات إلى النور .. لكنّ الشعب العراقي يعلم جيدا أنّ المستفيد الوحيد من هذا المؤتمر هم كلّ من مصر والأردن وشركة توتال الفرنسية التي ستبرم عقودا ضخمة في مجال النفط والقطاعات الأخرى , وأهم هذه العقود التي ستوّقع مع شركة توتال الفرنسية التي قاطعها العراق عام 2012 بسبب إبرامها عقود النفط مع حكومة إقليم كردستان خلافا للقوانين العراقية النافذة , هو عقد حقل الأرطاوي الكبير الذي يبلغ خزينه النفطي ثلاثة مليارات برميل , تكون حصة شركة توتال منه 29 % , وكذلك العقود التي ستوّقعها كلّ من حكومتي مصر والأردن مع حكومة الكاظمي .. فليس هنالك أكثر مصداقية على وصف هذا المؤتمر غير المثل الشعبي العراقي ( طاح العريان عله المتوّزر ) ..