بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
كلما يقترب موعد الانتخابات تتلون جدران مدننا باللافتات، (بعضها بحجم ملاعب كرة الطائرة)، وتتحول شوارعنا الى معرض كبير يضم كل التصاوير، فتتداخل الشعارات، ويختلط الصدق بالكذب. وتعم الفوضى، وتسري الشائعات، وتظهر على السطح وجوه جديدة، وتختفي وجوه قديمة، ويضيع صوت الوطن في زحمة الوعود والمزاعم المُعادة، وتتوسع المراهنات، ويتقاذف أصحاب الأمس التهم بالعمالة والخيانة، ويسود سوء الظن، ويتفشى التشكيك، وتُحاك الدسائس والمؤامرات، وتزداد ضراوة المنابر التسقيطية، ويتفلسف المحللون والمتكهنون، ويتنبئ المنجمون، ويصبح المرشحون في حالة استنفار، وتتحول المجالس والمضايف الى محافل للمزايدات، وتتكرر العبارات المنمقة، والتصريحات المزوقة، وينشط أصحاب الوجوه الزئبقية في استعراض ولاءاتهم الزائفة لبعض المرشحين، وتصدح أصوات المهاويل والمداحين، وتُغدق الأموال على الطبالين والمزمرين. . .
لا شك ان استهداف الأحزاب السياسية لبعضها البعض مع قرب كل استحقاقات انتخابية، يذكي في واقع الأمر ممارسات سياسية قديمة بأدوات مستعارة، مفادها ضرب الخصوم لاستمالة أصوات الناخبين، وهي طرق متداولة انطلقت منذ انتخابات الجولات الاولى بكل ما حملته من سلبيات وايجابيات. . .
ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم. .