بقلم : أياد السماوي …
لا مكان في عراق الحرف والقانون ونبوخنصّر وبابل وآشور ومهد النبوّات وأصل الحضارات .. لا مكان فيه لمؤتمرات القمامة في بلد الإمامة ……… عزت الشابندر
لا شّك أنّ مؤتمر التطبيع مع إسرائيل الذي عقد في أربيل الجمعة الماضية , كان بعلم وموافقة ورعاية حكومة إقليم كردستان , بل وبعلم وموافقة حكومة بغداد والرئاسات الثلاث ووزارة الثقافة العراقية .. بيان داخلية حكومة إقليم كردستان بعدم معرفتها بانعقاد المؤتمر والجهات المنظّمة له يثير السخرية وينطبق عليه المثل القائل (عذر أقبح من فعل ) والأمر ذاته ينطبق على بيانات الرفض والاستنكار التي أصدرتها الحكومة والرئاسات الثلاث .. ولعلّ الحسنة الوحيدة في انعقاد هذا المؤتمر الخياني أنّ جميع من خطط وموّل وبارك لانعقاد هذا المؤتمر , قد تراجع وجبن عن إعلان تأييده العلني لانعقاده في العراق , بل وأصدروا جميعا بيانات رفض واستنكار لعقد هذا المؤتمر ( من الكاظمي والحلبوسي وحسن ناظم وأنت شايل إيدك ) .. الشيء الوحيد الذي يدعو للاستغراب هو موقف حكومة إقليم كردستان التي تربطها بإسرائيل علاقات تاريخية وطيدة وعلاقات اقتصادية وأمنيّة وعسكرية , فلا أدري لماذا الخجل والتراجع عن دعمها وتأييدها لانعقاد المؤتمر والتظاهر بعدم العلم به ؟؟ علما أنّ حكومة الإقليم تبيع على إسرائيل وبأسعار مخّفضة غالبية احتياجاتها من النفط الخام ..
وبطبيعة الحال أنّ بيانات الرفض والشجب والاستنكار التي أصدرتها القوى السياسية العراقية غير كافية ما لم تكون مدعومة بردّة فعل تتناسب مع هذا الفعل الخياني المشين للعراق وشعبه ومقدّساته وحضارته , وليس هنالك ردّ يتناسب مع هذا الفعل الخياني غير الدعوّة إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس النواب العراقي واستصدار قرار من المجلس يجرّم كلّ من خطط وشارك في أعمال هذا المؤتمر , ووفقا لما جاء في الدستور العراقي فإنّ كلّ من رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء أو خمسين عضوا من أعضاء مجلس النواب يجوز لهم الدعوة لعقد جلسة استثنائية وفقا للمادة ( 58 / أولا ) من الدستور العراقي .. وأجزم أن الرئاسات الثلاث لن ولن تدعو لعقد هذه الجلسة الاستثنائية .. ولا سبيل لعقد مثل هذه الجلسة الاستثنائية سوى أن يتقدّم خمسون نائبا بطلب عاجل إلى رئاسة مجلس النواب لعقد هذه الجلسة الاستثنائية .. إنّ استصدار قرار من مجلس النواب العراقي يجرّم فيه كلّ من يدعو للتطبيع مع الكيان الصهيوني أو يقوم بزيارة هذا الكيان أو يتعامل معه سياسيا واقتصاديا وأمنيا ويعتبر أنّ من يدعو لأي علاقة مع هذا الكيان الغاصب هو جريمة كبرى وخيانة عظمى , سيكون هو الرّد المناسب والرادع المطلوب لهذا الانحدار الأخلاقي .. وبدون استصدار مثل هذا القرار من قبل مجلس النواب العراقي , فلا ضرورة ابدا لهذه البيانات الرافضة والمستنكرة لانعقاد هذا المؤتمر الخياني المشين .. وليعلم المطّبعون من العملاء والخونة , أنّ لا مكان في بلد الإمامة ومهد النبوّة وعراق الحرف والقانون لمؤتمرات القمامة .. وسيبقى العراق عصيّا على التطبيع حتى قيام الساعة ..