بقلم : علي عاتب …
بدلا من أن يكون الفشل حافزا للعمل الجاد لتقويض آلياته وبتر أذرعه التي سيطرت على مفاصل مهمة في بلدنا العزيز، بدءا من تعثر العملية السياسية وإنعكاساتها على عمل المؤسسات والمفاصل الحكومية ولا تنتهي بالحياة العامة، فقد إستثمرت الأحزاب والتيارات السياسية في (صناعة الفشل) بشكل واسع (بدراية أم بغيرها) خصوصا في الانتخابات النيابية الأخيرة، وكسبت نتائج باهرة من خلال عزوف الملايين من المشاركة بالانتخابات، مما أتاح فرصة ذهبية لكوادرها المتحزبة والمتحزمة لمليء صناديق الاقتراع بأصوات نشاز، مكنت الفاشلين من العودة الى قبة البرلمان، ليتربعوا على عرش الفشل، ويلبسوا تاج الخذلان المرصع بالكومشنات ولؤلؤ الرشاوي .
الفشل المتراكم من سوء الخدمات، وتفشي الرشى، الى تلكؤ العملية السياسية في مسارها الديمقراطي، وإملاءات وتدخل المحتل الأمريكي، أدى الى تفشي الاحباط بين فئات الشعب وإشاعة حالة من اليأس، وإتساع الهوة بين الطبقة الحاكمة وبين عامة الناس، بعد أن بحت الأصوات والحناجر بلا تغيير ملموس، وإصرار القوى السياسية على مواقفها وسياقات عملها في (فرهدت الدولة)، إنعكس بصورة إيجابية على الكتل السياسية وبقائها متصدرة للمشهد السياسي، وجاثمة على أرزاق المستضعفين، غير مبالية لما يترتب على بقاءها من كوارث ومصائب سياسية واقتصادية .