بقلم : حسن المياح …
( بذرة السوء التي منها نشأت الراقصة ، وتبرعم منها السياسي )
أصل خلق الله سبحانه وتعالى للإنسان يقوم على أساس الخير والعطاء الطيب المثمر . والله تعالى لما خلق الآنسان منحه قوام الخلقة الطيبة النموذج الذي لا يضاهى ، ولا يبارى ، ولا يقلد … ، وزاد الإنسان بالإضافة الى كمال خلقه الحرية في الإعتقاد والإختيار والسلوك والسيرة . ولا بد للحرية من مستلزمات وعواقب ، لأنها مسؤولية ، والمسؤولية هي تكليف ، والتكليف ينطوي ذاتآ على المساءلة والحساب ، والحساب هو نتيجة للعمل ، فأما الثواب ، وأما العقاب . وقد هدى الله سبحانه وتعالى بقدرته وحكمته ولطفه ورحمته الإنسان النجدين ، اللذين هما طريق الصلاح ، وطريق الفساد …..
فالإنسان – ذكرآ وأنثى – قويم الخلقة ، مزود بكل الطاقات والقابليات التي هو بحاجتها ، وأنه حر مختار فيما يريد أن يكون ، وأن يفعل ، وأن يسلك ، وأن يعمل …. وفي الآخرة لا بد للإنسان أن يخضع الى حساب إلهي على ما عمل وفعل ، حتى يكون التكليف حكيمآ من قبل الله ، وواعيآ من قبل الإنسان …. ، وعلى أساس هذا يتصرف الإنسان … وأن خير الله تعالى الينا دائمآ نازل … ولكن شرنا ( نحن الناس ) دائمآ اليه صاعد …. ؟؟؟ !!!
والراقصة سونية والسياسي عبدالحميد رأفت من جملة خلق الله ، ويسري عليهما ما يسري على خلق الله إجمع ….
الراقصة والسياسي خلقا على فطرة طيبة طاهرة مستقيمة نظيفة نزيهة غير ملوثة ، لأن أصل خلق الإنسان هو على الخير والكمال ، والصلاح والجمال ….. والله تعالى منحهما مطلق الحرية والإختيار ؛ ولكن حذرهما – وكل إنسان مخلوق – أن لا يذلا أنفسهما ، لأن قوام الخلقة السليم السامي السامق العالي الكريم يرفض ذلك الفساد والإنحراف ….. ولذلك درج الإثنان على بداية تكوين خلقة ونشوء على الفطرة الخيرة الطيبة النظيفة السليمة ، وسارا عليها فترة من الزمن اللاواعي في التمييز من حيث النمو الجسماني والملكات المكنونة — المدخرة بالقوة ، لا الخارجة بالفعل — في داخله ، وهي فترة الطفولة ، وهي فترة حضانة للتربية والتعليم والتقليد من قبل الأسرة والمحيط الحاضن لما هما عليه من وجود عيش وسكن ومأوى وإندراج سيرة حياة …. ولكن لما شبا ، ويفعا ، وكبرا ، الراقصة والسياسي ، دخلا مرحلة التجريب الواعي والشعور الحاس مما هما عليه من تصرف وسلوك ، وحرية وإختيار … وبدأت رحلة التكليف والمسؤولية شوطها المراقب والمحاسب صنع وقوع عمل وفعل ، وسلوك وتصرف ، وإقرار وتنفيذ … ، ورحلة العذاب والمكابدة والمعاناة ، وبرزت مشكلة ومعظلة الإختيار القائمة على أساس الحرية … وأنها المرحلة الأصعب والأعقد على الإنسان من إختيار نوع سلوك يدرج عليه سلوك تصرف ، ويكون مسلك تصرف حياة إنسانية تعي ما تتصرفه من سلوك وخلق ، وأنها قيادة حياة مستقبلية الى آخر العمر ، أما في سعادة حقيقية ، أو في تعاسة ضيقة عسيرة مرة ، وفق ما للإنسان من توفيق حرية إختيار ، وحسن قابلية وقدرة تصرف وسلوك ….. فالإنسان الأنثى أما أن تكون سيرة إستقامة خط شرف وفضيلة ، وصلاح سلوك ومعتمد مسيرة حياة آمنة مطمئنة عاقلة التصرف ، حكيمة السلوك ، محافظة على العواطف مما تنتجه من نسل وثمر وبناء كيان أسرة ووجود إنسان صالح كريم …. وأما هي سلوك طريق إنحراف بتأثير رغبة ، وشد جذب غريزة ، وقابلية سلوك إنحراف ، وضعف إرادة تسوقها الشهوات وتجذبها الإغراءات من دون وعي ولا تفكير ناضج ولا حتى شعور بمستقبل الحياة …. فتكون قد درجت سلوك إنحراف وإنزلاق الى هاوية الفساد والسوء في الأعمال والتصرفات …. ومن هذا السلوك كانت راقصتنا الجميلة الموهوبة دلع أنوثة وجمال قيافة جسم ، سونية الشلولو اللهوب ، الخفيفة اللعوب ، المتقلبة الرعوب ……. وفي هذا السلوك المنحرف الفاسد تخرج وطلع علينا سياسينا المسؤول الفاسد عبدالحميد رأفت ، وترافقا الحياة الهابطة الرذيلة سلوكآ ومسيرة ، وتقاسماها ريع غريزة منحرفة ، وربح تجارة موبقة ، وعاشاها فترة حياة سوء وخسة ، ونذالة وسفولآ ، وأن الحياة عندهما هي مغنم ، ومكسب ربح ، ومتاجرة وجود …. وإن تكلفهما دفع ضرائب مقدارها ومبلغها الذي يجب أن يدفع هو التنازل والتخلي عن خط إستقامة عقيدة لا إله إلا الله ، وصحة إيمان ، وسلامة تفكير عاقل واع مؤمن ناضج مثمر مغدق ، وحسن سلوك وسيرة …… وهكذا كانا الراقصة والسياسي المسؤول الفاسد … لما غلب عليهما بريق الدولار اللاهث المتوهج شعلة نار جذب … ، وهبوط درجة إعتقاد متهلهل ، وإيمان متزلزل ، وقد تهاويا الإعتقاد والإيمان هبوطآ الى التلاشي ، بعدما تسافلا الراقصة العارية الخفيفة اللعوب سونية ، والسياسي المسؤول الفاسد اللامهيوب عبدالحميد رأفت …… كما هو إسماهما الفنيان في فلم ( الراقصة والسياسي ) …..
وعليه فإن المأوى الملائم ، والملجأ الطيب الآمن ، والمكان المخصص المنسجم ، الذي يجب أن تكون فيه وجود إنحراف الراقصة سونية هو الملاهي والكابريهات ، والنوادي ومسارح ميادين الرقص والراقصات ، وفي شقق الثراء المنهوب والشاليهات المترفة سرقات دولارات ، بديكورات دعارة وزركشات جمال جذب جنس هابط مباح سفاح ، وما الى ذلك من حفلات وسهرات وجلسات مراح …… وفي ذلك المكان … وعنده … تجد سونية الراقصة تصهل عربدة ، وترفل خفة حركة رقص …. وعند الصباح يحمد القوم السرى …..
وما مكان السياسي المسؤول الفاسد إلا أن يكون رائد هاتيك الأمكنة ومواقع الدعارة التي يعرفها ، ويستدلها خطوة خطوة …. لا في مواقع المسؤولية الحكومية ، ولا في مراكز القرار المسؤول تكليف إصدار أوامر تنفيذ …. ، وإن هذا السياسي المسؤول الفاسد والذي هو الآن الطاغية المتفرعن ، الدكتاتور الحاكم ، المتفرد المتسلط ، الذي يهب سونية العقود ، ويمنحها المشاريع ، ويهيأ لها ما تريد وتطلب وتأمر …. حتى تملأ خزائنه بالدولار المنهوب رشآ وكومشنات وصفقات تبادل منفعة … على طريقة لعب كرة السلة في الرياضة البدنية ( Basket ball ) ب “” هات … وخذ “” …..
موقع ومكان سونية الراقصة حالم آمن ، جاذب قانع ، شاعري رومانسي ، مغناطيسي الجذب إناء تقعر يقوقع ، لا يخرج داخله إلا أن ينزع ويهب كل ما فيه وعنده … ويخرج عاريآ مسلوبآ ، ملومآ محسورآ … لا يملك أجرة توصله حافيآ مهانآ الى داره ….. وسونية الراقصة تمتليء خزائنها من الدولار والدنانير العراقية بكد جسدها المتحرك دعارة ، الهاز رقصات متعددة متنوعة … شرقية وغربية ….. وعلى المودة ، وعلى المزاج ؟؟؟ !!!
وموقع ومكان السياسي المسؤول الفاسد ، الطاغية الدكتاتور المتفرد ، ساكن هاديء تقل فيه الحركة إلا من الخواص النوافع … وأنه المنفرد المستور المنعزل عن أنظار الشعب العراقي … ، وأن الجو خلاء من مسؤول آخر يراقبه كمجلس برلمان ، أوحكومة محلية ، أي محافظة … وأنه حر يبيض ويصفر ، ويلهو ويتصرف ، ويقرر وينفذ …. وما أحلاها من تجارة رابحة ، بلا رقيب يعد ، ولا حسيب يذكر …. وهذا هو الفساد بعينه ، وهيله المنتفخ المتضخم ، وهيلمانه المتورم المنتفش …..
والشعب العراقي يردد دومآ وبلا إنقطاع … قول الإسترجاع ب “” إنا لله وإنا اليه راجعون “”
وسيعلم الذين ظلموا … أي منقلب ينقلبون …. ؟؟؟
حسن المياح – البصرة .