بقلم : حسن المياح …
الى العلمانيين الذين يكذبون ويأفكون ويخدعون الناس بتقليعات هلوسة كلام ، وفبركات مصطلحات مصطنعة مصنعة مبتدعة ، على أنها وعي خالص وفكر نقي حاضر جاهز ….. ، والى المدنيين الناعمين الذائبين ميوعة تصرف حرية سلوك منفلت ، الذين يتهوكون عصارة نعومة مشاعرهم ، ورقة جواذب إحساساتهم الهزال المهلهلة القائمة على أساس الغريزة والشهوة ، والرغبة والنزوة ، على أنها مشروع قيادة نظام سياسي إجتماعي يخوض المعترك — ( وهو بلا عريكة المنطوية على صلابة شجاعة ورباطة جأش في سوح الوغى … ما دام ناعمآ مائعآ مذابآ مفككآ مهلهلآ ) في ساحة التنافس السياسي ….. ، والى الذين هم حقآ ذيول إستعداد الجذب العاطفي لكل ما هو إنحراف عن خط إستقامة الوعي والتفكير وأصالة وطنية تتنفس شهيقها من طلق هواء تربة العراق الغرة الخصبة اللطيفة العذبة الشفيفة العطرة الزاكية المنعشقة إنفتاح عقل ، وتنسم عبق ياسمين كافور التربة العراقية ، الذين هم في إضطراب حال من موقع بلادة وخلو ثقافة وهواء تسلح عقيدة التوحيد الإلهية الرسالية ، وميوعة سلوك قابل للتقولب لأي وعاء فكر وضعي وافد يدخل عليه من باب العاطفة والنزوة والغريزة فيشبعها فلتان تصرف بشبق رغبة إشباع حيواني سفيح بلا رقابة شرف ولا ضمير ولا كرامة ولا وطنية تفكير ولا وعي إعتقاد رسالي مؤمن جازم حازم حاسم ، وتلك هي النعومة والميوعة والفهاهة والفكاكة التي يتحلون بها ويتميزون …….
مما يدفعني أن أقدم لهم جوابآ سهلآ ناعمآ كما هم عليه من نعومة وذوبان ضعف وهزال حال وميوعة سيح تفكير ، وأنه جواب يفهم بيسر وبساطة كما هم عليه من عاطفة رخوة بلا مناعة تقيهم شرور أمراض وأوبئة الأفكار الضالة المستوردة التي تحاول تضليل العقول المتحجرة الراكدة التي تتراكم عليها الأوساخ ولمم القاذورات ، وهي ( أي العقول ) الثابتة الجامدة التي لا تتحرك ولا تريم من مكانها الذي هي معشعشة فيه ، والتي لا تعي ما يقدم اليها من طعام فكري وهو بلا مذاق روح يجذبها قابلية إلتهام وعي وتمييز ؛ ولكنه يغشها شراهة إستقبال ، وإندماج ميل غريزة ، وإجتماع رغبة ، وجماع شهوة ونزوة ، وما الى ذلك مما هم عليه وأولئك الذين يرسلون ويستحمرون الشعوب العاطفية وكادر شبابها النزوى الفارغ المتخلف عقيدة ، وفكرآ ، وصلابة وطنية ، وإنتماءآ خالصآ لتربة وطن ، والولاء لعطر ميسم هواءه المنبعث من خصوبة ذرات ترابه الطيبة الخالصة النظيفة اللاملوثة بسموم ما يهب عليها من أعاصير أمراض مهاجرة باحثة عن كيان وجود أن تلبسه ، أو تتقمصه ……
إنه جواب وجداني سهل فهمه , ويسير وعيه ، وهو الذي يتجسد كمصداق من المصاديق المتنوعة المتعددة من جملة أدلة وبراهين التي تثبت حقيقة أن الإسلام عقيدة ونظام سياسي إجتماعي يقود الحياة … وكنموذج من تلك المصاديق هو :–
في دولة المدينة التي أسسها وكونها رسول الله محمد بن عبدالله صلى الله عليه وآله , من هو القائد السياسي الحاكم لتلك الدولة في نشوءها ، وعلى سريان جريانها كحكومة مؤمنة رسالية ترتكز على أساس عقيدة لا إله إلا الله ، وأن دستورها هو القرآن بما فيه من تشريعات وقيم خلقية وسلوكية وأحكام …. ??
ولماذا جاء لقب خليفة كمصطلح سياسي يدلل على إستمرار وديمومة جريان السلطان السياسي الذي يحكم , وينعت به كل من يقود الدولة الإسلامية …..???
أليس هذا هو سياسة .. ، وحكم .. ، وحاكمية .. ، ونظام لقيادة حياة إنسانية سياسية إجتماعية , والذي يدبر الأمر , ويقود الدفة , ويوجه موكب المسيرة الحياتية للإنسان هو دين الله الإسلام … ??
فلا يردد ما ينطقه العلمانيون والمدنيون من تأوهات وتخرصات ونسج المصطلحات المفبركة الغاشة الخادعة المزوقة الكاذبة , وتتناول الجمهور من الناس الذي يتمتع بقابلية الغفلة والإستغفال على ما هو عليه من سطوح ثقافة وهشاشة تمييز وتخلف وعي , بهزال فهم لا يميز بين الناقة والجمل ….
حسن المياح ~ البصرة .