بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
منذ عام كامل ونحن نرفع عقيرتنا بالصياح تحت سقف البرلمان للمطالبة بانتشال ميناء الفاو من الضياع عسى ان يسمعنا وزير النقل، لكنه كان يظهر علينا في كل مرة بتصريحاته الرافضة لنداءاتنا، في حين لم يكن له اي دور في الموانئ التي يتحكم بها مهندس ميكانيكي لا دراية له بعمل الموانئ، ولم يعمل فيها يوما واحدا في حياته. .
من ناحية أخرى ان لجنة الخدمات النيابية التي يترأسها نائب لا يفهم في شؤون الموانئ، كانت هي التي تتجاهل صيحاتنا. .
اما الآن فلم نعد نفهم شيئاً عن الميناء، فصورته غير واضحة المعالم، وفي كل يوم نسمع تصريحات جديدة لمدير الموانئ، ينسف بعضها بعضا، ويناقض بعضها بعضا، حتى بات الغموض يلقي بظلاله على المشروع برمته، في الوقت الذي تحولت فيه موانئ ام قصر وخور الزبير الى واجهات طاردة تعج بالسلطات المتقاطعة فيما بينها، وغارقة في ممارسة الإجراءات التعسفية المنفّرة للتاجر والمستورد. الامر الذي اضطر السفن التجارية للتوجه نحو الموانئ البديلة. .
لا شك ان هذه الصورة البائسة تدفعنا للتساؤل عن أسباب غياب دور الدولة العراقية في التمسك بسيادتها، والحفاظ على ممتلكاتها، وصيانة مرتكزاتها الاقتصادية. لأنه من غير المعقول ان يبقى مصير موانئنا مجهولا وغامضا، ومن غير المعقول ان يبقى دور الحكومة مغيباً. .