بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
في الوقت الذي تحاول فيه السعودية الضغط على الإمارات لوقف إتفاقية الحقول الشمسية بينها وبين الأردن، والتي ستسفر عن بناء أكبر الحقول الشمسية لإنتاج الطاقة الكهربائية. .
وفي الوقت الذي خصصت فيه المملكة المغربية مساحة مليون و 400 ألف متر مربع في الصحراء، صُفّت فيها مئات المرايا المحدبة، كل واحدة منها بحجم حافلة. ولا تهدف المغرب من وراء هذا المشروع إلى تغطية احتياجاتها المحلية فحسب، بل أيضاً إلى تصدير الطاقة الشمسية إلى أوروبا. وقد تسهم هذه المحطة في تشكيل مستقبل الطاقة في أفريقيا، بل وفي العالم أجمع. .
في هذا الوقت بالذات وفي خضم هذا التهافت العربي نحو استثمار الصحراء الملتهبة بحمم الأشعة الشمسية، يحق لنا ان نتساءل عن مشاريعنا العراقية التي يفترض ان نسارع لتنفيذها في صحاري البادية الوسطى أو الجنوبية، والتي ظلت منذ عشرات القرون تبول بيها الواوية. فما الذي ننتظره ؟، وما الذي يمنعنا من التنفيذ ؟. وإذا كانت الدولة عاجزة أو منشغلة، فلماذا لا تفسح المجال للمستثمرين العراقيين لكي يشيدوا أكبر محطات التوليد والإنتاج في هذه المفاوز المترامية الأطراف سيما انها لن تخسر فلساً واحداً ؟. ولكن هيهات هيهات لأن الوزارات المعنية التي يديرها وزراء على شكل روبوتات مشفرة، لن يستجيبوا لنداءات العقل والمنطق، لأنهم اعتادوا على تلقي التوجيهات من المنشآت السياسية التي تحركهم بالرموت. .
فلو جاء الآن مستثمر عراقي لبناء محطة شمسية ضخمة لإنتاج الطاقة النظيفة على نفقته الخاصة، فسوف تحاصره الاعتراضات، وتخنقه المنغصات، وترهقه الإجراءات الادارية المزعجة، وسيخضع لضغوطات لا تخطر على بال الجن الأزرق. .
ولن يغير الله ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. .