بقلم : عبد الحسين عبد الرزاق …
يحكى عن شخص انه كان يرفض وبشدة كل ما هو خطأ او يشكل جريمة
وقد تسبب له هذا الرفض المستمر بمشاكل كثيرة مع الناس حتى فطن له اصدقاؤه واقترحوا عليه ان يعبر عن غضبه بأن يكسر ماعونا او قدرا مما في بيته من الاواني بدلا من ان يدخل في مشكلة مع احد
وامتثالا لهذا المقترح فقد كسر كل ما في المطبخ من صحون وقدور ولم يبق عنده غير قدر واحد وذلك بسبب ماكان يراه من اخطاء الناس وكما نراه نحن اليوم من جرائم المسؤولين من اعلى المناصب وحتى اسفلها وليس عندنا قدرة على معارضتهم او ( صحون وجدوره ) نكسرها لكي نرتاح قليلا مما يختلج في صدورنا من آلام او تستعر في بطوننا من نيران
وفي ذات يوم اراد اصدقاؤه ان يستفزوه ليضحكوا على ما سيفعل او يقول
فالبسوا احدهم ملابس شتوية وعليها معطفا ثقيلا وطلبوا منه ان يمر من امام صاحبهم في هاجرة الصيف القائض
اي في حدود الساعة الواحدة ظهرا من احد الايام شديدة الحرارة
فرآه صاحبنا الذي كان يجلس في مقهى فاستنكر امره وقال في سره كيف يحتمل هذا الرجل كل هذه الملابس الشتوية ونحن في هذا اليوم الحار جدا
واخذ يتميز غضبا حتى اذا بلغ الغضب منه مبلغه انتفض قائما وقال بأعلى صوته :-
هذا الذي يجبرك على كسر الجدر
وفي قصة المواطن صادق مدلول السلطاني الذي استأجر دارا حكومية من نسخته الثانية المحافظ صادق مدلول السلطاني قصة عجيبة تضطرك الى ان تكسر رأسك بطبر وليس قدرا او صحنا
ان صاحبنا المواطن البائس والمحافظ الطيب في آن واحد صادق مدلول السلطاني لعب دور المخرج والممثل في فيلم لم يعرف المخرجون والممثلون الهنود له مثيلا
نعم كان فيلما مضحكا ومبكيا في آن واحد
فهو الذي قدم طلبا بصفته صادق مدلول السلطاني المواطن البائس الى صادق مدلول السلطاني بصفته المحافظ ذي القلب الطيب والذي لم يقدم له احد من بؤساء بابل وفقرائها طلبا الا وراح يكتب على الطلب بالقلم العريض موافق وينفذ امرنا هذا على الفور وكما فعل ذلك مع المواطن صادق مدلول
حيث وافق على طلبه بأستئجار دارا حكومية عائدة الى الدولة وتبلغ مساحته اكثر من ٦٨٩ مترا وفي مركز مدينة الحلة واحدى مناطقه الجميلة وبعقد ايجار كتب بلغة قانونية لا شبيه لها حيث راعى فيها السيد المحافظ صادق مدلول السلطاني
المواطن البائس الفقير صادق مدلول السلطاني
ببدل الايجار وبعض السماحات خشية منه على ان يثقل على نسخته الثانية
انها مكرمة سخية حقا
تلك اللتي جاد بها قلم صادق على صادق اولاد مدلول السلطاني
ولو عندي طبر حديد جان شكيت راسي بالنص وخلصت من هذه الدنيا وما اشوف هشكل مهازل وافلام يمثلها وزراء ومحافظون ومسؤولون اشكال وارناك وتحت مظلة القانون
واذا حجيت يطلعلك الف لوكي يدافعون عنهم بحماسة عنترة بن شداد
واذا ما شكاك الى القضاء فسرعان ما تجد
الشرطة واقفة في باب بيتك لألقاء القبض عليك لتجاوزك على السيد المحافظ
وهناك اي بالقلق بس الله يعلم شنو راح يصير بيك