بقلم : حسن المياح …
( “” عنوان فكرة بحاجة الى توضيح واع مفكر سليم مستقيم “” )
يتحدثون عن هذا العنوان والتعبير ( لا شرقية ولا غربية ) وهم لا يفهمون ولا يدركون حقيقة مفهومه ومعناه وما يتضمنه من فكر ووعي وتفكير ، لما هي عليه عقولهم وأذهانهم من حجب ، وما هي عليه قلوبهم من ثقل جهل وعرامة جمود تفكير وكثافة الظلام والتخلف والركام الجاهلي الذي عليهم يرين ، وما عليه نفوسهم من دفعات الإنحراف إستجابة وتلبية لشهوات ورغبات ونزوات ، وما الى ذلك من تأسيسات ووجودات خلق الإنسان وتكويناته ، حيث أنهم يلتمسون المعنى الظاهر الذي لا يغني من الحق شيئآ ، ولا يدلل على فهم ووعي المفهوم ؛ وإنما هي لقلقة لسان ، وهيام وجدان ، وطفح كيل من الكلام على اللسان ، ليس إلا ……
ستكون لنا — في عدة حلقات من المقالات — وقفات توضيحية وتفسيرية ، وشرح وبيان ، لهذا المفهوم لل ( لا شرقية ولا غربية ) ، ومعالجات نقدية وتجليات ما هي حجوبات وغبشات وضبابيات وغيوم مفهوم بما ينطوي عليه من دقائق فهوم ، لما لهذا العنوان والتعبير من مداليل وعي وتفكير وتلقي إستقاء نور يضيء العقل إشراقة وعي وإنفتاحآ ، ويهديه ويدله على جادة الحق والإستقامة والصواب ، ولا يجعله صيرورة تائهة جاهلة متخلفة هاوية خواء تتقلب بين شرق من التأسيس والتفكير ، وغرب من الإنشاء والتكوين ….. للأفكار والآيدلوجيات ….. وذلك لأن النور الإلهي المشع هو إشراقة هداية ، وهو تبصير معالم طريق ، وهو قيادة حكمة وإستقامة على طريق الحق للوصول الى الغاية التي من أجلها خلق ، وكان ويكون وسيكون عليه ، الإنسان …..
وأنا لا أريد أن أخلق ، أو أبعث ، عجالة تشويق من دون لمسة مورد ومنهل يشفي الشوق راحة إستقرار وسعادة قرار مما أذكره عن هذا العنوان ، ولا أترك القاريء في دوامة وحلقة مفرغة من حيص بيص ينتظر وهو الوله الراغب المتشوق ضرورة معرفة ولو دقيقة من دقائق معرفة من ذلك العنوان ، وحتى لو بصيص إستراقة سمع ، أو فتحة كوة ضيقة علها تغني من دوامة التفكير ، وضرب الأخماس بالأسداس تفكيرآ فنطازيآ هائمآ غائمآ في شبهات وأضاليل وتضليلات في غياهب ما هو غيب ومجهول ومظنون ، يشتاق الى رؤيته ومعرفته والإطلاع عليه — الآن وقبل توضيح ووضوح معنى العنوان — ، الى أن تبزغ الحلقات معلنة إماطة اللثام ، وتوضيح العنوان ، والدلالة على وضوح مضمونه ومعناه ……
لذلك سأعطيك أيها القاريء بعض السلوى والملهاة تنشغل فيها تفكيرآ ، ولملمة شتات أفكار وتصورات ، إختبارآ لما هو عقلك فيه من مستوى وعي وتفكير وتصور وربما تصديق ، وذهنك مما هو عليه من تصورات وتركيب ….. ، لذلك أقول لك ، وأهديك جزء هدية من الهداية ، وأقول لك ، أن 《 لا شرقية ولا غربية 》 عنوان ضخم جليل ، فخم عظيم ، فيه محاسن الجواهر ، ويشتمل علىأعز الدرر والأغلى من النفائس ، وأنه يحتوى الهداية التامة للتشريع ، والإرشاد الكامل لتنوير العقل في التلقي والتفكير ، ولا أريد أن أفصل ، أو أسهب ، أو أطيل ، ولكني أخبرك ، وعلى وجه السرعة والعجالة ، أن : —
《 لا شرقية ولا غربية 》 هو مفهوم آيدلوجية إلهية رسالية لتأسيس نظام حكم سياسي لقيادة المجتمع والحياة بما تنطوي عليه من تشريعات ، وأحكام ، ومفاهيم ، وعواطف ، وقيم خلقية مهذبة نبيلة سلوكية مستقيمة ، وأنها نور على نور الذي لا يحتاج الى نار للإضاءة ؛ وإنما هو نور بنفسه ، يتجلى في غيره ، ليضيئة من دون إحتراق ، ولما تمسسه النار طولآ يكون نورآ على نور …. ، وأذا مسته النار عرضآ وكفرآ وإشراكآ فهي حرق وإحتراق ظلام في جهل وتيه وتخلف ، وعتامة إستعباد إنسان وركام جاهلية حمقاء ظلماء تقود الى الضياع واللاإنتماء ، والتردد والتحول في التفكير ، والتبلبل والإضطراب فيما هي أفكار أو هلوسات ، واللاإستقرار في الوعي الواضح والتفكير اللامع …. كما هي شرقية الآيدلوجيات البشرية المضطربة ، وغربية تأسيس المفاهيم والأفكار المتحولة المتقلبة في صياغة آيدلوجية إعتقادية لقيادة الحياة ، بما تنتجه كلاهما ( الشرقية والغربية ) من ديمقراطية رأسمالية ربوية غربية ، وإشتراكيات وشيوعية وإباحات ولا إنتماءات تيه شرقية ، وكلاهما يقوم على أساس الثورات والإنقلابات والإقتتالات والإستعبادات في الإحتياجات والتجويعات والإستغلالات ……
وستأتيك أيها القاريء العزيز الكريم الشروحات والتوضيحات في سلسلة حلقات من المقالات …….
وإصبر ….. فإن الصبر محمود جميل ….
وعلى الله سبحانه وتعالى نتكل ونتوكل ، وبه نهتدي ونستعين …..
حسن المياح – البصرة ،