بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ربما تتباهى وزارة النفط العراقية بإيراداتها المتحققة خلال شهر أيلول الماضي، والتي كانت بحدود سبعة مليارات و 912 مليونا و 571 ألف دولار. لكنك إذا قارنت تلك الإيرادات مع أرباح شخص واحد، مثل الأمريكي جيف بيزوس (مؤسس موقع أمازون) ستجد انه يكسب في كل ثانية، أو في كل رمشة عين حوالي 2500 دولار . وإذا قارنتها مع ما يكسبه بيل جيتس (مؤسس شركة مايكروسوفت) ستجد انه يربح 103 آلاف دولار في كل ثانية. ولو جمعت إيرادات المصانع العراقية في كل المدن والقصبات، واضفت إليها إيرادات شركات التمويل الذاتي التابعة لكل الوزارات، فإنها لن تصل الى عشر معشار ما تكسبه شركة تويوتا اليابانية، التي بلغت ايراداتها وحدها في العام الماضي حوالي 21 مليار دولار.
وبالتالي لا مخرج من حلقة الفقر والنهوض بمفاصل اقتصادنا الوطني الا من خلال توسيع تشكيلة الإيرادات العامة، والبحث عن مصادر جديدة، وتبني سياسات الإصلاح في القطاع العام، وفسح المجال أمام القطاع الصناعي الخاص ليؤدي دوره في تعزيز الاقتصاد الوطني، وتعزيز قدرات التمويل، وما يترتب عليه من تسريع عملية تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المنشودة. .
فما الذي يمنعنا من دعم قطاعنا الصناعي الخاص ؟، وما الذي يمنعنا من الاستفادة من التجارب اليابانية والكورية والصينية وغيرها ؟، فهذا هو التقليد المحمود، وشتان بينه وبين التقليد المذموم. .