بقلم : إياد الإمارة …
دعونا من كل الأحاديث المتعلقة بالتماحك والتنافس السياسي العراقي المزمن بين كافة الإطراف بطريقة غير منتجة وغير مثمرة ولن نجن منها إلا المزيد من الخراب والتراجع وفقدان الأمن ..
دعونا من هذا كله ولنتوقف قليلا عند إتفاقية إطارية كارثية تخريبية هدامة تشكل تهديديا حقيقيا لمصالح العراق العليا على المستوى السياسي والإقتصادي والأمني تلك هي الإتفاقية التي سيتم بموجبها مد أنبوب نفط ينقل النفط العراقي من البصرة إلى الأردن ومصر المعروفة بإتفاقية مد أنبوب نفط البصرة/العقبة التي ستكون عقبة كأداء أمام تطور العراق وإزدهاره وتحقيق رفاهية أبنائه وأمنهم.
الإتفاقية التي جرى الحديث عنها بجدية -وإن لم يكن بالتفاصيل (الخيانية) الحالية- عام ٢٠١٣ يجري الآن تفعيلها بما يشكل تهديدا حقيقيا لمستقبل العراق كما ذكرت.
إتفاقية المشروع الإطارية (أنبوب نفط البصرة – حديثة – العقبة الأردنية) التي سينقل وفق بنودها النفط العراقي من محافظة البصرة إلى الأردن (ميناء العقبة) وإلى مصر ستكلف العراق مبلغ (٢٨) مليار دولار أمريكي!
(١٨) مليار دولار لمد الأنبوب ..
(١٠) مليار دولار لإنشاء مصفى للنفط العراقي في الأردن ..
كل هذه المبالغ سيدفعها العراق مقابل أن تعود ملكية المصفى وخط الأنابيب في الأردن ومصر إلى الأردن ومصر!
ليس هذا وحسب بل سيباع النفط العراقي إلى الأردن بناقص (١٠) دولار للبرميل الواحد عن سعر السوق العالمي وبناقص (١٨) دولار إلى مصر!
ويدفع العراق أيضا مبلغ (٣) مليار دولار سنويا إلى الأردن ومصر كأجور مرور علاوة على سعر النفط المخفض!
يعني أن العراق يدفع مبلغ (٣٠) دولار أمريكي لتصدير برميل واحد من النفط عبر ميناء العقبة!
كل هذه التنازلات المجحفة غير المبررة من أجل منفذ آخر لتصدير النفط كما يزعمون: وهي مجرد (هذيان) هكذا وصف الخبير النفطي العراقي حمزة الجواهري المشروع، وهو ليس هذيانا فحسب وإنما عمالة واضحة وصريحة وبمنتهى الصلافة والإستهتار والإستهانة بمقدرات العراقيين ..
أي جدوى إقتصادية سيجنيها العراق وهو يدفع هذه المبالغ الخيالية دون مقابل؟
ماذا لو انخفض سعر برميل النفط كما حدث لمرات؟
ويقال أن مبلغ (١٠) مليار دولار أمريكي لإنشاء مصفى بسعة ١٥٠ الف برميل خيالي جدا ويمكن أن ينشأ هذا المصفى داخل العراق بنفس الطاقة الإنتاجية وبنصف الكلفة وتعود ملكية المصفى للعراق وليس إلى الأردن كما تنص بنود الإتفاقية الإطارية.
ولنتحدث عن الأمن (أمن هذا الأنبوب) الذي سيمر عبر وادي حوران العراقي والصحراء الأردنية حيث تتواجد زمرة داعش الإرهابية التكفيرية!
فهل سيكون هذا الممر النفطي الجديد آمنا؟
علما إن العراق ملزم بدفع نفقات المرور (ضريبة الأنبوب) إلى الأردن ومصر حتى مع توقف الأنبوب عن ضخ النفط!
فهل علينا أن ندفع الأموال بلا مقابل أو نعقد إتفاقيات جديدة (إعترافية) مع زمرة داعش الإرهابية التكفيرية؟
هل درس سياسيونا هذا الأمر بعناية وجدية؟
هل فكروا بمستقبل أجيالنا؟
هل تناسوا لعنات التاريخ للجهلة والسراق والظالمين؟
أريد أن أحدثكم بإختصار عن المشروع التخريبي الصهيوأمريكي الإرهابي الإستعماري المعروف (بالشام الجديد) الذي سيكون على حساب مصلحة العراقيين ومن أموالهم الخاصة التي سيتنعم بها الأردني والمصري والصهيوني ليفتك بالعراقي والعراقي (الجنوبي) تحديدا!
والقضية بدأت من مشروع الديانة الإبراهيمية ..
وفي الديانة الإبراهيمية وعرابها (صبي لندن المراهق) ودور النجف الأشرف والتطبيع مع الكيان الصهيوني الإرهابي الغاصب لأرض فلسطين حديث طويل ..
وتعالوا لنتوقف عند البنك الدولي وما طرحه في العام ٢٠١٤ «فى الأفق: يلوح مشرقٌ /Levant جديد» فما هو المشرق الجديد وعلى حساب من؟
اسألة لا بد أن لا نجيب عليها بكلمات مخطوطة فقط.