بقلم: كاظم فنجان الحمامي …
ليس هناك إعلان رسمي حتى الآن لقيام ما يعرف بالديانة الإبراهيمية الجديدة، وإنما هي مشروع بدأ الحديث عنه منذ مدة، أساسه العامل المشترك بين الديانات الثلاث، الإسلام والمسيحية واليهودية. ولسنا هنا لمناقشة حملات الترويج لهذه الديانة، لكن اللافت للنظر ان بعض أئمة المساجد اختاروا التسويق للابراهيمية منذ الآن عن طريق التعبئة الطائفية، وبتأجيج العداء الموروث ضد مذاهب بعينها، وقد لا يدرك السائرون في هذا الطريق مدى الشطح والتجاوز في طروحاتهم. وبالتالي فإن الإبراهيمية اختارت خصومها منذ الآن وقبل ولادتها، وكأنما التكفير صفة متلازمة لكل متطرف في ديانته. .
لا اريد الخوض في تفاصيل هذه الديانة، فهي بالمطلق عبارة عن توجهات سياسية ذات صبغة دينية تهدف إلى ترسيخ حضور إسرائيل في المنطقة على أساس المشتركات التاريخية والدينية. ولا أريد التطرق للخطب والخطباء الذين ابتكروا الخصوم للابراهيمية، لكنني وددت التنويه فقط إلى خطاب الشيخ (فلاح اسماعيل مندكار) المنشور على موقع اليوتيوب، والذي حاول فيه تجميل صورة الإبراهيمية في قلوب الناس من خلال إذكاء جذوة الكراهية، بقوله: (سيكون هناك صلح بيننا وبين اليهود والنصارى، وهذا الصلح لابد ان يقع بين الديانات الثلاث، لمقاتلة عدو مشترك، وهذا العدو المشترك هو المذهب الفلاني). فاختار الشيخ المندكار فرقة بعينها من بين 73 فرقة اسلامية، ومن بين 14 فرقة مسيحية، ومن بين ثلاث فرق يهودية. .
لا شك أنها البداية، وسوف نواجه المزيد من المنغصات ضد الفرق الإسلامية والمسيحية واليهودية التي اختارت البقاء خارج الإطار الإبراهيمي بمفهومه السياسي، بمعنى آخر اننا سنجد أنفسنا محاصرين من جديد بفتاوى تكفيرية مسيّسة وغير مسبوقة وغير مطروقة، في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة لنبذ خطابات العنف والكراهية بأساليبها البالية والمتجددة، وبحاجة إلى التشديد على ضرورة إعادة الثقة، والاهتمام بالشباب لتحصينهم من حملات التمزيق والتشرذم. فالطائفية هي فتنة الماضي والحاضر والمستقبل كفاكم الله شرها. .