بقلم:كاظم فنجان الحمامي …
بداية نقول: من امتهن التهريج والسفاهة لن ينجح أبداً في المهمات القيادية الصعبة، وان جيشاً من الأرانب يقوده أسد، خيرٌ من جيشٍ من الأسود يقوده أرنب. من هنا لا يمكن فصل تدهور الأوضاع في أوكرانيا عن اخفاقات حكومتها، وفشل رئيسها في إحلال السلام في بلاده. .
كان زيلينسكي مهرجاً ساخراً نال شهرته الواسعة في المسلسل السياسي الساخر (خادم الشعب)، وما ان انتهت عروضه الاولى حتى رشح نفسه لخوض الانتخابات الرئاسية، ففاز فيها محققاً اكتساحا غير مسبوق بحصوله على أكثر من 73% من الأصوات. وأصبح هو قائد البلاد، عندئذ أطلق الرئيس الأوكراني السابق تحذيراته بقوله: (ان رئاسة البلاد مسؤولية وطنية ثقيلة وليست مسرحية هزلية يمكننا تجاوزها إذا لم تكن مضحكة، وليست فيلماً استعراضيا ساخراً). وأضاف: (أريد أن أذكّر الجميع أن الأمر لا يتعلّق بمزحة، إنها انتخابات تتعلق بمنصب القائد الأعلى). .
لقد تعرض النظام السياسي في أوكرانيا للإنهيار، وتسببت الديمقراطية الساخرة في التحول السريع نحو حكم مهرج لا عهد له بالسياسة. فكان أشبه بالعربة المعطّلة التي تتقدّم القافلة بلا عجلات. .
وفشل زيلينسكي في تفادي اﻷزمات، وتسبب في استحداث المزيد منها، ولم تكن لديه رؤية واضحة حول الهدف الذي يريد تحقيقه. .
وبين غربة العقلاء وولاية السفهاء تفجرت الكوارث في أوكرانيا، آخذين بعين الاعتبار ان الشيء المقرف في الديمقراطية أنك تضطر أحياناً لسماع الأحمق. .