بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
ما أكثر المصطلحات التي تعبر عن الحروب العبثية بالوكالة والحروب بالنيابة، التي يخوضها المرتزقة من أجل حفنة من الدولارات، وما أكثر الذين تورطوا فى معارك ليست لهم، فخسروا حياتهم وضحوا بشبابهم، وأهانوا أنفسهم. وما أكثر الذين أقحموا أنفسهم فى معارك لم يكونوا طرفاً فيها، فزجّوا بأنفسهم فى نزاعات دولية هم فى غنى عنها. ومع ذلك لم نسمع أبداً عن معركة خاضها عربي لحساب أطراف أوروبية ضد شقيقه العربي الذي اختار القتال مع الأطراف الأوروبية الأخرى، وخير مثال على ذلك المعارك المتفجرة الآن بين الروس والأوكران التي يقاتل فيها العرب على الجبهتين، حيث يتخندقون مع الروس ضد الأوكران، ويتخندقون مع الأوكران ضد الروس، بمعنى آخر ان العرب والمسلمين يخوضون اليوم معركة حامية الوطيس ضد بعضهم البعض خارج بلدانهم، وفوق أرض أوروبية. في نزاع لا ناقة لهم فيه ولا جمل، فلا الروس أعداء العرب، ولا الأوكران أعداءهم. .
وهل من الفطنة والذكاء ان يسرج المسلمون خيولهم ليقاتلوا ضد بعضهم البعض في مشهد حقيقي مروّع لا علاقة له بتصوير الأفلام السينمائية ؟، وهل العرب يعشقون المعارك لأنها تدفعهم لاستخراج طاقاتهم العدوانية المكنونة، ومواهبهم القتالية المدفونة ؟، وهل لأنهم من قومٍ إذا الشرُّ أبدى ناجذيه لهم، طاروا إليه زرافاتٍ ووحدانا، لا يسألون أخاهُم حين يندُبُهم في النائبات على ما قال برهانا ؟. .
فلا الروس أخوانهم، ولا الأوكران أولاد عمتهم، فكيف اشتركوا في هذه المعركة الأخوية المتبادلة ؟، وما الأعذار التي سيقدمونها لنا بعد عودتهم سالمين إن بقوا على قيد الحياة ؟، وما المغانم والمكاسب التي سيحققونها في معركة ليس معركتهم، وفي مناصرة بلدان لا تربطها علاقة بالعرب ؟.
ختاماً نقول: لا تقاتل في معركة ليست معركتك، ولا تَعِش حياةً لا تُشبهك، ولا تَقُل كلاماً لا يُمثلك، فحياتك هي ملك لك وحدك. .