بقلم : حسن جمعة …
ها قد هلَّ هلال شهر رمضان الخير على عموم الامة الاسلامية ونتمنى ان يعم الخير والسلام في ربوع العالم ولكن هناك غصص في الحلق فغصة سياسية واخرى اقتصادية واخرى اخلاقية فأزمة كل شهر تتفاقم علينا وعلى العراقيين وكيف ذلك والارتفاع الكبير في أسعار المواد الغذائية الأساسية مثل الزيت والسكر والدقيق والأرز بسبب الأزمات في سلسلة التوريد العالمية والحرب الروسية على أوكرانيا تزيد من معاناة الناس كما أن تدهور المستوى المعيشي للناس يزيد من احتمال حدوث اضطرابات شعبية شبيهة باحتجاجات الربيع العربي قبل عقد من الزمن والتي كان أحد أسبابها ارتفاع أسعار المواد الغذائية وسيكون البعض غير قادرين على التكيف مع ارتفاع الأسعار من خلال استهلاك كميات أقل من الأطعمة والزيت عن طريق شوي الطعام بدلا من القلي لكن الفقراء يعانون ماذا سيأكلون في الإفطار؟ كما أن طاولات الإفطار هذا العام لن يكون فيها سوى العدس والفاصوليا وقد كانت المائدة الرمضانية في الأعوام السابقة غنية باللحوم وجميع أنواع الحلويات ولم يمنع ارتفاع اسعار المواد في السوق العراقية مع قدوم شهر رمضان المبارك العراقيين من التبضع والاقبال على الاسواق لكن بصورة متفاوتة وفقا للحالة المادية لكل أسرة ناهيك عن ارتفاع اسعار اللحوم بكافة انواعها فضلا عن جميع المواد كما إن سبب ارتفاع اسعار المواد الغذائية يعود للمستوردين الكبار الذين رفعوا من اسعار الجملة التي يتحملها المستهلك كما أن المستوردين الرئيسيين يبررون سبب ارتفاع الاسعار باجراءات السيطرة النوعية التي جعلت التجار يعزفون عن ادخال بضائعهم عبر ميناء ام قصر الامر الذي اضطرهم إلى تحويلها إلى موانئ اخرى ونقلها برا إلى المنطقة الشمالية للتخلص من الاجراءات الروتينية ولكن كل هذه الاجواء التي تتخلل الشهر الفضيل كلها تبددت بفضل السياسة الخائبة التي فعلت بنا الافاعيل فـ”طز” بكل واحد يتحكم بمقدرات وقوت المواطنين .