بقلم : حسن المياح …
هذا المقال المستعجل هو لمحة نقدية خاطفة لما هزل به فائق الشيخ علي وتهازل هزلآ مهزلة ، محاولآ الإستخفاف بمؤلفات السيد الشهيد محمد باقر الصدر ( فلسفتنا ، إقتصادنا ، البنك اللاربوي ) معتبرها أنها مرحلية ، وأنها إنتهت فترة تأثيرها ، وإنحسرت ، أو قل كما يحلو لفائق الشيخ علي أن يقتصرها على ، فرصة تطبيقها المحدودة المعلومة المطابقة في حياة المجتمع العراقي ( ويقصد من فترة الستينات ، وتمتد عقدين أو ما قاربها أو طالها بعدد من بضع سنين معدودة ) لو أريد لها أن تطبق ….. ، وأنه في حواره لما كان ضيفآ على الإعلامي مهدي جاسم في الحلقة الثامنة في قناة anb في شهر رمضان الكريم هذا العام ٢٠٢٢م ، أخذ يتناول الكتب الثلاثة تحليلآ سريعآ إعتمادآ ( كما يزعم هو نفسه ) على ذاكرته الخرفة اللئيمة الحاقدة التي تختزن معلومات ما تتضمنها الكتب الثلاثة في فترة قراءته لها في الثمانينات ، علمآ أن محاولته التحليلية ، الفكهة المهزلة لا الثمرة الفاكهة ، لم تقارب ، فضلآ عن أن تلامس محتويات ومضامين ما موجود في تلك الكتب ، وكانت محاولته البائسة كرشفة بلبلة منقار عصفور جوار رطوبة علها تشفي غليل العطشان الذي يعتصر كبده الجفاف واليبوسة ، التي تكاد أن تبسره وتفقده حياته ، حيث أن فائق الشيخ علي هو يتحدث عما جاهله ويجهله ولا يدركه من هذه الكتب ، معتبرآ جهله وأنه هو خراط قتاد فكره الهزيل ووعيه اللابليل ، هو ما في الكتب …. فبدأ يهرف بما لا يعرف ، ولا يدرك ، ولا يفهم ، عن تسطير نكات هزل ، وتنميق حكايات هزل وسخرية ودعابة ، تغطية لجهله الذي هو متراكم على عقله وقلبه وضميره من ركام كساد جاهلية العلمانية والليبرالية التي ينتمي اليها ، ويعشقها بلادة تفكير ، وتصنيم مودة مدنية ألفاظ فضفاضة مزروقة مزينة زينة أصباغ مهاجرة مغادرة ، على أنها فلسفات نشأة كون ، وأسس حضارة متمدنة تلائم ما هو فيه من بيئة هزال وفكاهات ، تنم عن سطحية وعي رسالة الكتب الثلاثة ، وعن حقده على الإسلام بما هو عقيدة《 لا إله إلا الله 》بما تنطوي عليه من تشريع ، ينبثق منه النظام السياسي الإجتماعي الأصلح الأكمل الأتم الأبهى الأرقى الذي يقود الحياة الإنسانية في كل زمان ومكان ….. وتلك هي رسالة الإسلام التي جاء بها الرسول محمد بن عبدالله نبيآ مبشرآ ونذيرآ …..
وعلى عجال نسرد تحليله البائس الفقير الخالي من كل وعي فكرة ، وأفكار ، تتناولها الكتب الثلاثة ، فهو في فلسفتنا يقول أن السيد الشهيد الفيلسوف محمد باقر الصدر أوعز اليه ، ودعمآ لنظام شاه إيران الذي ينشط حزب تودة في إيران في زمانه ، لمحاربته وكسر شوكته ، وذلك لما للشاه من علاقة مع مرجعية السيد محسن الحكيم ، أن يكتب الصدر كتاب فلسفتنا لمحاربة الشيوعية والشيوعيين في العراق ( وكما هو في إيران لأن حزب تودة يؤمن بالفكر الشيوعي الماركسي ) في فترة عام ١٩٥٩م ، وما تلاها في الستيات ……. ، وكأن الكتاب مقتصر على ذلك الشأن ، وأنه معد فقط لأجل محاربة الشيوعية والشيوعيين عن طريق تفنيد آيدلوجيتهم الماركسية في الديالكتيك والمادية التاريخية ، وتهديم وقلع نظامها السياسي الإجتماعي الإشتراكي ، الذي قمته في الشيوعية لما تزول الدولة ……. وكفى …. والعتب على ذاكرته الممزقة المتهرئة الغافلة البليدة المتحجرة التي نست وتناست أهم مبحث في كتاب فلسفتنا وهو《 المفهوم الفلسفي للعالم 》وما فيه من نظرة إلهية عامة شاملة للكون والحياة والإنسان والنظام والدولة التي تحكم ، وغيره من البحوث الكبرى ….
وعن كتاب إقتصادنا يتحدث فائق الشيخ علي ، ويقول أن السيد الصدر يناقش الشيوعية اللينينية وفكرها بغية تفنيده ، وأن حديثه ( أي السيد الصدر ) في إقتصادنا عن نظرية التوزيع ، لا يصلح لما نحن ( يعني العالم ) عليه من تقدم فكري في علم الإقتصاد ، وأن أراء الصدر أصبحت قديمة لا تنسجم مع الواقع ….. ومن حق فائق الشيخ علي أن يقول هذا ، ويتكلمه لأنه كجيش معاوية الذي لا يميز الناقة عن الجمل ، وأن فائق الشيخ علي لا يميز ، ولا يفرق ، بين علم الإقتصاد ونظرياته وبين المذهب الإقتصادي ومبادئه وأساسياته ….. ولم يتطرق عن المذهب الإقتصادي في الإسلام الذي إكتشفه محمد باقر الصدر ، وأزال ركام التراب الجاثم على كينونة وجوده ، وإظهاره مكشوفآ معلومآ رأى النور بعد سبات طويل إمتد قرونآ لم يبحث في أساسياته ، وإستطاع الصدر بما له من عبقرية إبداع وإكتشاف وتحرير أن يرصف النظريات العلمية في علم الإقتصاد — بعدما حدد وبين الروح المذهبية لكيان الإقتصاد الإسلامي — بعد مناقشة ما هو ماركسي ورأسمالي من مذهبية ونظريات علم إقتصاد ، من مثل القيمة الفائضة لماركس ، ونوع الحرية الإقتصادية في المذهب الإقتصادي الرأسمالي ، والربح الربوي ، وما الى ذلك ، ولا نطيل …….
وحديث فائق الشيخ علي الهزيل الغير إقتصادي عن كتاب ( البنك اللاربوي ) ، والذي لا يمس الإقتصاد ، ولا المعاملات البنكية ، ولا هيلكة النظامين الربوي والغير ربوي ( طبعآ لغة غير ربوي أصح من اللاربوي ) ، وما الى ذلك من بحوث مالية تتعلق بعمل البنوك ….. وأخذ يتحدث فائق عن —- الذي هو في سبات العلمانية وتخدير الليبرالية لعقله الذي يسبت عن التفكير الواعي الحريص المسؤول — الذي هو مخدر لم يفق من سباته العلماني الليبرالي بما له ( لإنتماءه العلماني الليبرالي الذي يتمشدقه على الدوام متفاخرآ به كطاووس منتفش ، نافش وفارش ، ريشه المزركش لوحة رسم كاريكاتيري ملون هازل مضحك مظهرآ … ، الملموم لما تهب الرياح العاصفة القالعة المخردلة المضيعة لبوصلة إتجاه الفكر العلماني الليبرالي اللامستقر ) من ثقل جثوم وحجم كتل تراكم تحجر حقد وضغينة وكره ومعاداة ومحاربة كل ما هو إسلام إلهي قرآني على عقل فائق الشيخ علي —- مشاركة صاحب المال للبنك وتعاملاته المعقدة المتعددة المتنوعة المتشابكة ، وكأنها هي المبحث الأساس في كتاب ( البنك اللاربوي ) ، وهو لا يفرق بين التعامل الإسلامي في السياسة المالية وبين ما تتعامل به وتتعاطاه البنوك في توظيف حركة رأس المال من حيث الشركة والمضاربة والضمان والإستثمار ، وما الى ذلك من تعاملات بنكية بإدارة رأس المال الأصلي ، وما يودع في البنك من ودائع ، وأمانات ، ومبالغ توفير ، وما الى ذلك …..
وفائق الشيخ علي ( الفيلسوف المهزلة ، والإقتصادي المضحكة ، والسياسي المهرج Cloun ) دائمآ بهزله السخيف الوضيع يريد أن يغطي على سطحية وعيه العلمي ، وتهافته الفكري المواء الهواء ، وهذره الثرثار السياسي ، ويحاول أن يدس سم الفكر العلماني الليبرالي بما هو هزال وهراء بروح النكتة السفيهة المسفسفة الهابطة ، وثرثرته السفسافة التي تتسافل في طعم الغذاء الروحي الإلهي ، الذي يقدمه الإسلام علاجآ لكل ما هو جدل إنساني ليجعل قيادة الحياة قيادة حكيمة ، وإدارية واعية تضع الشيء موضعه ، وفي مكانه المناسب …..
وكتاب《 فلسفتنا 》— وإخوته إقتصادنا ، ومجتمعنا ، وما يليها من كتب وبحوث للشهيد السيد الصدر — هو كلمة الإسلام القوية العميقة ، الصريحة الواضحة ، الكاملة الشاملة للكون ، والحياة ، والإنسان ، والمجتمع ، والدولة ، والنظام …….. في معترك صراع الآيدلوجيات التي يفرزها الذهن البشري المحدود المقصر …….
ولا أدري …. هل أن الذي يقدمه الإسلام من نظرة عامة شاملة عامة للكون والحياة والإنسان ، يحق لفيلسوف العلمانية المضحك السخرية المهزلة الأهزولة العلامة المهذار فائق الشيخ علي ، أن يتخذ من تلك النظرة الإلهية العامة الشاملة ، على أنها هي نتاج فكر وتفكير ذهن إنسان محدود قاصر ، حتى تحدد بفترة زمنية لا تتجاوز عمر جيل حياة إنسان الذي يقدر بثلاثين ، أو أربعين سنة …. ؟؟؟ !!!!
ذلك هو العته ، والسفه ، وركادة العقل وجمود وتحجر التفكير العلماني الليبرالي ….. !!!!!
فق يا فائق ، وعي وجودك الإنساني المفكر ، ولا تكن كالحية السابتة اللادغة ، وهي في جحر سباتها الذي يلفها من البرد …..
حسن المياح – البصرة .