بقلم : حسن المياح ..
مثل عراقي شعبي جاد هادف ذو أبعاد متنوعة مختلفة تدعو كلها للتأمل والتعمق والفهم ، وأن الأمثال الشعبية تعبر عن أفكار عميقة ، وتشير بوضوح الى فلسفات لما يصعب على الإنسان المتواضع أن يغور عمقآ في البحث الموضوعي الأكاديمي الذي يتطلب الثقافة الواسعة ، والمعرفة الشاملة الواعية ، والإطلاع المتخصص فيما هو آيدلوجيا وبحث فكري يحتاج أدوات الإستدلالات المتعددة التي هو يجهلها ، ولا يقوى فروسية بحث أن يخوض غمار ميادينها ، لأنها ليست من إهتمامات مستواه العلمي الطافي على السطح الذي يتناول ما هو سهل مشاهد ، وما هو يسير يتعاطاه تمشية حال حياة عوام ، الذين همهم مليء البطون طعامآ لمعالجة غائلة الجوع الذي يجعل المعدة تصيح الألم والحاجة ، وتصرخ مطالبة بالزاد المادي الغذائي التي تهضمه المعدة ….. . وأن هذا الإنسان اللامفكر بما ينقص عقله من زاد علمي ومعرفي مثلما هو حاله في التفكير بإحتياجات معدته التي تهدده كل ساعة ودقيقة ولحظة ، وأنها المفضحته إن لم يفكر فيها ، ويلبي ما تطلبه من حاجات ليملأها حتى تهدأ ، هو الذي هدأ عقله تجميدآ وتحجيرآ ، وهو الذي روض قلبه على أن لا يخفق ما دام الجهل يركمه ويبني ركامه تكلسات طبقات رين تحجبه ، وتكسده ، وتلغيه ، وهو المقتنع بالمنهج الجاهلي أن يمنهج حياته تقولبآ تفكيرآ وإهتمامآ على ما هو زاد معدة ليس إلا ….. ولذلك هو يحجب القوى ، ويتخلى عن الطاقات ، ويتنازل عن القدرات ، التي زودها الله بها بركات أنعام ، وفيوضات رشد وهداية ، وهو المقتصرها على التفكير بما يشبع بطنه ، والملغيها في ميدان هو أهم مساحة في تقويم وجوده الإنساني الكريم ….. ولذلك فهو القانع بإفراز الأمثال البسيطة التأليف ، إجتماع لغة كلمات فصحى ، ومفردات لهجة عوام — التي تستبطن حكمآ ومعارفآ وأفكارآ وآيدلوجيات فهم واقع حياة ، بفضل ما للفطرة الإنسانية من قوام دفع وتحفيز حركة عقل وتحريك نبض إرادة — يظهر من خلالها أوجاعه ، وآلامه ، وتقصيره ، ومعاناته ، عله يقنع نفسه بأنه قد أدى ما عليه من مسؤولية ، وإنجاز تكليف …..
والآن نريد أن نسقط هذا المثل الذي هو عنوان المقالة على الوضع السياسي نتأمله حكمة وهداية ، أو قل نريد أن نحلل الحراك السياسي العراقي بمختلف تنوع إنتماءاته الحزبية ، والعقيدية ، والولائية ، والإعتمادية ، لنتبين الصدق الوطني للعمل السياسي ، تمييزآ له عن براجماة ذات المسؤول السياسي ومكيافيلية الحزب الذي ينتمي اليه صعلكة وجود سياسي …. ولنأتي بمثل حراك سياسي نتأمله نقدآ موضوعيآ بعدما نناقشه بحثآ بأبعاده السياسية من تحقيق أهداف وغايات ، لنتيقن من تصريحات المسؤولين الذين يحاربون التدخل الأجنبي — مهما كانت تلك الجهة الأجنبية المتدخلة — ويرفضونه تدخلآ في الشأن العراقي الداخلي ، لنعرف هل أنهم وطنيون صادقون نظيفون ، أم أنهم عملاء حراك مكيافيلي خادع غادر يضمن منفعة ذات المسؤول السياسي من أجل بقاءه وجودآ حكوميآ متسلطآ ، ليمتد سلطانه الى النهب والإستيلاء والإستئثار لمنفعة ذاته ، ومصلحة الحزب الذي اليه ينتمي …..؟؟؟
وخير مثال معاصر طازج لا زالت رائحة طبخه تنتشر في أجواء المكان الذي هو فيه يتحرك ، وهو ذهاب رئيس مجلس البرلمان مع وفد برلماني عراقي يرافقه زيارة الى إيران ( بعدما كان يعلو صياح الهتاف في التظاهرات * إيران بره بره * …. !!! ؟؟؟ ) ، وهذا الرئيس يصرح من هناك ، بأنه يأمل بإزالة العقبات التي تؤخر تشكيل الحكومة العراقية المراد تشكيلها على أساس نتائج إنتخابات عام ٢٠٢١م …….. ، أليس هذا الحراك السياسي من مسؤول رفيع متصد لأعلى درجة تكليف في السلطة التشريعية هو رجاء ، وتسول ، وإستجداء ، ومنح رخصة حكومية ، وموافقة من الذات السياسية العراقية المسؤولة الى من هي دولة إقليمية أجنبية ( إيران) ، وحتى لو كانت مجاورة ، التي لا يحق لها أن تتدخل بشأن العراق السياسي الداخلي ، وخصوصآ أنه تشكيل حكومة عراقية لمدة أربع سنوات …… ماذا يعني هذا … ؟؟؟ وهل يضمن أن هذه الدولة مستقبلآ ( بما قدم لها من طلب تدخل من حكومة ودولة العراق في شأن عراقي داخلي مهم حساس ) سوف لم تمتد أذرعها ، وتزرع بذور وجودها الميداني ، وتؤكد صلاحية تدخلها في أي شأن داخلي ، سواء كان مستعصيآ على السياسيين العراقيين الخردة ، أو فيه رائحة ( مطمطة دفع وسحب ، وأخذ ورد ) ….. ؟؟؟ !!! فهل سلوك هذا الحراك السياسي العراقي من قبل أي مسؤول تشريعي أو تنفيذي يدلل على صيانة سيادة العراق ، وأن المفروض والبدهي أن العراقيين بكل وجوداتهم هم بأنفسهم من يحلون مشاكلهم الداخلية فيما بينهم ….. ، أو أنه مدعاة ترحيب بالتدخل الأجنبي ، وأنهم ( أي المسؤولين السياسيين الصدفة ) هم بذواتهم يتنقلون الى الدول ( وليس إيران وحدها ) رجاء التدخل ، بالوقت الذي هم في كل تصريحاتهم المعلنة ينبذون ، ويعترضون ، ويحاربون ، مثل هذا التدخل …….
؟؟؟ ولا تعجب إنها السياسة المومس الهاوية مزاج التقلب في أحضان الدول ، بإباحة فض * بكارة * سيادتها برغبتها ، لما تتزاحم منفعة ذات المسؤول السياسي ومصلحة الحزب ، مع طهارة وصيانة وحفظ سيادة الوطن …… ، فإن المسؤول السياسي يختار منفعته ومصلحة حزبه ، ويبيح عرض السيادة الوطنية أن يفترع ، ويقضى الوطر منه ….. ؟؟؟
ومثال آخر معاصر طازج ( تازه ) عندما يصرح علي حاتم السليمان في مقابلة له مع الإعلامي نجم الربيعي من على شاشة قناة التغيير ، ويصرح بعظمة لسانه بلا خجل ولا حياء — وهل للعميل ، والمجرم ، والهارب من العدالة ، ولمن يتآمر على مكونات شعبه ، وما الى ذلك من حثالات مزابل وقاذورات مستنقعات — وهو يعلن ويؤكد ، ويصر جزمآ — على تعاونه السافر — الذي هو فضحه بنفسه بوقاحة * عمالة وإستعبادآ * — مع الأميركان الصليبيين ، الذين لهم عيث إجرام إحتلال ، وإستعمار ناهب لثروات العراق ، وما تركوا وسيلة لتدمير العراق بما فيه من إحتواءات بشرية ومادية ومعنوية ، إلا وإستخدموها …. ولا زالت رطوبة فسادهم تتبخر منها روائح الصليبية الإمبريالية العفنة ، الممزوجة بالماسونية الصهيونية القذرة المجرمة …….. وأنه يعتبر الأميركان بلسم جراحه ، كما كانوا الدواعش الدواء الشافي الذي دخل عقر داره ، وغرفته ، ونام مسترخيآ في فراشه ….. ؟؟؟
فالمسؤولون السياسيون الفاسدون العملاء — بوجه عام مكشوف — أنهم يتعاملون بالسياسة حراكآ تجاريآ ، وممارسة نشاط صعلكة إصطياد غنائم ، ولا يستبعد منهم أنهم يحسنون الصنع خبرة وحرفة سمسرة قيادة المومسات ، والراقصات ، والعابثات المبيحات شرفهن للرواد الذين يسترخون لقضاء الوطر والمتعة والممارسة العابثة ……
حسن المياح – البصرة .