بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
حتى لا نخسر موقع منصات تصدير النفط في خور العُميّة، وحتى لا تنكمش مسطحاتنا البحرية ونتراجع إلى الوراء، وحتى لا تتقزم خطوطنا الساحلية المحصورة بين رأس البيشة وجزيرة حچام، وحتى لا تزحف علينا الزواحف، يتعين على وزارة النفط الاسراع بتفعيل توربينات التصدير، وإكمال مشروع الأنبوب البديل الذي فشلت الشركة المنفذة في إحياءه، وجلب المنصة العملاقة المتروكة منذ أعوام في ساحات الموانئ الاماراتية، وإحياء مستودعات الفاو لتصعيد طاقات التصدير من خور العُميّة. .
واعلموا ان إهمال هذا الميناء الكبير، وتركه مهجوراً بهذه الطريقة، والاستغناء عنه سيؤدي إلى خسائر سيادية فادحة قد يترتب عليها فقدان الميناء برمته، وفقدان مقترباته المائية، سواء بالعوامل الطبيعية، أو بالمضايقات الحدودية. .
ويتعين على آمرية خفر السواحل القيام بدوريات روتينية حول الميناء في دائرة لا يقل قطرها عن 3 كيلومتر، وأن تتخذ لها موطئ قدم في مكان مرتفع فوق الميناء لكي تحكم سيطرتها على مدخل السد الخارجي (مدخل شط العرب)، الذي ظل متروكاً ومهملاً منذ عام 1980 وحتى ساعة كتابة هذا التحذير، وأن تلتزم بإرسال البرقيات اليومية عن مستجدات الموقف إلى قيادة العمليات المشتركة. علماً ان هذه الدوريات تقوم بها الآن الزوارق المرتبطة بالمحطة المتقدمة التي شيدتها إيران في منتصف مدخل شط العرب من جهة البحر، بمحاذاة العوامة الملاحية (روكا) وعلى مسافة مرمى حجر من العوامة الملاحية (خفقة)، أي ضمن نطاق منطقة عمليات خور العُميّة. .
ويتعين على مركز علوم البحار التابع لجامعة البصرة، ان ينصب مجساته ومختبراته فوق احدى منصات الميناء. .
وأعلموا أيضاً ان الحفاظ على موقع ميناء خور العُميّة أهم بكثير من مشروع ميناء الفاو الكبير، وأهم عشرات المرات من القناة الجافة، لأننا إذا خسرنا هذا الموقع سنخسر خور عبد الله بالطول والعرض، وسيضيق الخناق على ميناء الفاو. وينبغي ان تكون المطالبة بإحياء ميناء خور العُميّة أكثر من أي وقت مضى، ولابد من إدراج هذه الفقرة على جدول أعمال مجلس الوزراء في أقرب جلسة. لأن ضياع الميناء من عدمه يحتاج إلى قرار فوري وحاسم تشارك في تفعيله كل المؤسسات البحرية، وتشارك فيه اللجان النيابية. .
أنا لا أدري كيف يفكر العراق بإحياء منصات تصدير النفط في ميناء العقبة، ويشيح بوجهه عن منصاته الوطنية التي تمثل أهم ثوابته السيادية شمال حوض الخليج العربي ؟. .