بقلم : هادي جلو مرعي …
وصف الدولة الجبانة سيء للغاية، ولاينبغي الموافقة عليه، ولاالترويج له. لكنه حين يتحول الى تصور عام لحال من التراجع والتردي والهزيمة في مواجهة التحديات يصبح حينها شبيها بحالة المرض الذي يتطلب علاجا سريعا وفاعلا للتخلص من تبعاته وآثاره السيئة التي تتحول الى عدوى تهدد كامل الجسد، وتحيله الى التعب والهزال، وعدم القدرة على المقاومة، وفقد المناعة، وحينئذ يصعب علاجه.
كيف تكون الدولة جبانة؟
حين يكون مسؤولوها مثل الكفار الوجلين الذي يحسبون كل صيحة عليهم ليقينهم من ذنوبهم، فيكون مفهوما خوف المسؤول من الضغوط، ومحاولات الإضعاف، ولكن كم هو مؤسف أن يخضع المسؤول للإبتزاز، ويكون مستعدا للتنازل مقابل ثني الآخرين عن مواجهته والتنكيل به، وتسقيطه من خلال الترويج لأكاذيب وزيف، وقد يكون هناك خلل ما يستغله الذين يحاولون الإبتزاز وهم كثر في المجتمع المفكك الذي تراخت فيه القيم وتردت،وتم الإستغناء عنها ولو مؤقتا مع غياب الحماية،وضعف القائمين على مشروع الدولة.
المسؤول يجب أن يكون متماسكا، ويفرض هيبته في المكان، وأن لايخاف ويضعف لأنه حينها يبعث برسالة سلبية الى الرأي العام وموظفيه ومساعديه، ولايخسر معركه في مواجهة مبتزيه فحسب، بل لايعود قادرا على الإدارة الجيدة والمتوازنة، ولايطاع له أمر لأنه بعث بإشارات تنم عن فشل، وعدم قدرة على توجيه الأمور في مسارها الصحيح، ومثل هذا المسؤول الجبان، وحين يكون هناك جبناء مثله يحولون الدولة الى دولة جبانة. فمؤسساتها ضعيفة ينخرها الفساد، ولابد من التركيز على نقاط القوة والتأثير، وعدم الإستسلام لمن يحاولون التأثير عليه، وتحقيق مكاسب غير مشروعة.
الدولة الجبانة لاتخدم شعبها، ولاتوفر له ضمانات العيش الكريم والآمن، وتفشل في رعايته، وتتحول الى مغنم لهذا وذاك ممن لايؤمنون بقيمها، ويفقد الناس الأمل وينجروا الى لعبة الفساد وضمان المصالح لأنهم يأسوا من محاولات تحقيق مطامحهم ،وضمان حقوقهم.
السابق بوست
القادم بوست