بقلم : كاظم فنجان الحمامي …
لن ينطلي هذا الخرق الأمني على أي عاقل، ولن يستطيع هذا المتسول الصغير ان يجتاز الحواجز الامنية المعقدة والمتشددة لو لم يتلق الدعم والمساعدة من جهة متنفذة تعمل داخل المطار، وهي الجهة التي منحته التسهيلات، واوصلته (بتخطيط مسبق) إلى داخل الطائرة، قبيل اقلاعها ببضع دقائق. ولابد ان تكون وراء هذا الخرق الامني المدبّر غايات وأهداف ونوايا مُبيتة. .
والدليل على صحة كلامنا ان صالات مطار النجف، وكل المطارات العراقية، تخلو تماما من الشحاذين والمتسولين، فكيف تسلل هذا المتسول إلى الصالة ؟، وكيف اجتاز حواجز التفتيش ؟، وكيف عبر مكاتب الجوازات ؟، وكيف وصل الى محطة انتظار المسافرين ؟، وكيف ركب معهم في الحافلة التي نقلتهم الى المدرج، وكيف صعد معهم على متن طائرة الركاب الأجنبية ؟. .
والدليل الآخر هو سرعة انتشار الخبر تحت عنوان (فضيحة)، ظلت تلوك بها ألسن الفضائيات للتهكم والسخرية والتندر والتشهير. .
وقديما قالوا: الذئاب لا تهرول عبثاً، ومفيش نار من غير دخان، ويتعين على الجهات التحقيقية ان تبحث عن حيثيات هذا الخرق من زوايا غير تقليدية، وبخاصة عندما تكون الغاية تبرر الوسيلة في حسابات اللاهثين وراء منافع المطارات هذه الأيام. .
لا يختلف إثنان على انه حادث مفتعل، يُراد منه الإساءة، ويراد منه توجيه الاتهامات لجهة بعينها، فالذي أوصل هذا المتسول الى محرمات المطار لابد أن يكون من ضمن المخوّلين المسموح لهم بالوصول بسياراتهم الخاصة إلى مقتربات المدرج وتفرعاته. .
ربما يقول قائل منكم: ان كلامك هذا عبارة عن أوهام وتكهنات لا تستند الى الواقع، ولا يمكن الأخذ بها، لكن تصوراتنا مبنية على استنتاجات منطقية مقتبسة من معايشتنا الطويلة مع هذه الحالات المتكررة. .
فما حصل وسيحصل في الأيام القادمة، لم يحصل من باب الصدفة، وانما أمرٌ دُبّر بليل. .
والله أعلم. .