بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
لسنا ضد (فرحان) ولا ضد (زعلان)، لكننا ضد التخبط، وضد القرارات المزاجية، والشطحات الانتقائية، ونحرص على التعبير عن مشاعر الرأي العام، ونسعى للاعتماد على السياقات الصحيحة في العمل المهني القائم على توزيع المهام التنفيذية على الجهات التخصصية، وان لا نضع البيض كله في سلة واحدة، لذا من غير المعقول ان تُناط مهمة تنفيذ مشروع كبير بقيمة مليارات الدولارات بشخص واحد، سواء كان اسمه (فرحان) أو (زعلان). ومن غير المعقول ان يسهم البرلمان بالسماح لفرحان بالتحدث كيفما يشاء، ثم يفسحون له المجال في تسويق نفسه على انه خبير الخبراء الذي لا مثيل له في عموم البلاد، على الرغم من انه لم يعمل يوما واحدا في حياته في الموانئ العراقية، لقد ارتكبت وزارة النقل خطئاً فادحاً في زمن (ناصر بندر) عندما جاءت بفرحان من خارج شركة الموانئ، التي تعج بالخبراء البحريين الذين يتفوقون عليه في كل المعايير. .
من هنا لا بد من تدخل وزارة النقل بطاقمها الجديد، ولابد من إشراك وزارة التخطيط والجهات التدقيقية والرقابية والقانونية، لتقييم الاداء، وتشكيل هيئة هندسية ومينائية مستقلة، ترتبط مباشرة بمقر الوزارة، وتنسلخ مؤقتا عن شركة الموانئ لحين اكمال المشروع، تشق طريقها نحو التنفيذ الجاد والمباشر، وتكون خاضعة بالكامل لكل القوانين والتشريعات النافذة. .
لقد شبعنا من المزايدات والتصريحات الطنانة التي تجاوزت حدود التهريج والاسفاف، وشبعنا من الشطحات غير المدروسة، وتذكروا أننا لسنا حقلا تجريبيا مفتوحاً لغير المتخصصين. ولابد من إعادة النظر في تنظيم العمل بموجب المعايير الصارمة المتصلة مباشرة بمقر الوزارة، والتي ينبغي ان تضم دائرة التخطيط والمتابعة والدائرة الفنية والدائرة القانونية ودائرة العقود والتراخيص، المشكلة ان هذه الدوائر كلها كانت معزولة تماماً وغير مسموح لها بالتدخل في شؤون ميناء الفاو نزولا عند رغبات فرحان. وهذا هو الخطأ الجسيم الذي ارتكبه الوزير السابق عندما قام بتسليم زمام الأمور بشكل حصري بيد شخص واحد، ثم تنازل له عن بعض الصلاحيات الوزارية، التي قام وزير النقل الجديد بإعادتها إلى نصابها الصحيح. .
اما أغرب ما نطق به فرحان تحت سقف البرلمان، فهو جوابه على السؤال الموجه له:-
- سألوه: هل سيرتبط ميناء الفاو بطريق الحرير ؟؟
- فقال لهم بكل ثقة: نعم سوف يكون ارتباطنا به من ميناء شنغهاي حتى نصل إلى ميناء جوادر. ثم ترتبط السفن بميناء الفاو. .
وهو اغبى جواب سمعته في حياتي. فقد تعاقد فرحان مع شركة كورية، وطريق الحرير يمثل المحور الرئيس للمبادرة الصينية، وشتان بين الصينية والكورية، يا عمي هاي وين وذيچ وين ؟. شي ما يشبه شي. . لا شك ان هذا الجواب هو الدليل القاطع على معلوماته السطحية القاصرة. . .
ختاماً نقول: أليس في هذه الدولة قيادة ذكية وحكيمة قادرة على التصدي لهذه المهمات الوطنية الثقيلة ؟. .
أليس في هذه الدولة جهات تعني بالتخطيط ودراسة الجدوى ؟. .
يا جماعة: هذه دولة وليست مقهى شعبي، ولا جمعية تعاونية، ولا عربة تجرها الضفادع. .
ارحموا العراق يرحمكم الله