بقلم: كاظم فنجان الحمامي ..
بداية نرفع القبعة لكل المحللين السياسيين الذين جمعوا بين الثقافة العالية، والتوجهات الوطنية الصادقة، والذكاء المتوقد، والذاكرة الحاضرة، والحيادية والجرأة، واللباقة والدقة في التشخيص، وسرد الحقائق بأساليب مشوقة، لكن مصيبتنا بأبطال سلاحف النينجا الذين فرضوا انفسهم على المشاهدين، ولعبوا دور البطولة في كل الفضائيات، حتى صاروا يظهرون على التلفاز أكثر من المذيعين، وأكثر من مقدمي البرامج. وجمعت تحليلاتهم بين الخبث والانحياز والغباء والعدوانية والمغالاة والمبالغة والتضليل والهفوات المتكررة. .
واحياناً تكون تحليلاتهم متناقضة من قناة إلى أخرى، ومتغيرة حسب المواسم الانتخابية. .
لا شك ان معظم الفضائيات تدرك تفاهة هؤلاء وتدني مستواهم، لكنها تضطر لاستضافتهم لملء وتغطية ساعات البث. .
وقد ألتحق بعض السياسين بجوقة التهريج المتلفز، فجاءت تصريحاتهم مشحونة بالعدوانية والتجريح والتهديد العلني، وتبادل الاتهامات مع بعضهم البعض. .
وانتجت لنا الفضائيات طبقة موتورة متشنجة من المحليين المرتبطين بالاحزاب، والذين بلغت بهم العنجهية والغطرسة إلى التحدث بصوت عال، ورفض الجلوس مع الطرف الآخر قبل المباشرة ببث الحلقة. .
وما أكثر الحالات التي ظهر فيها الضيوف الحزبيين وهم يطلقون الشتائم واللعنات والعبارات المسيئة. فبعضهم يرون أنفسهم أفضل من غيرهم، فسمحوا لأنفسهم في التعالي على مقدمي البرامج وعلى المشاهدين. .
وقد أشتركت هذه الوجوه المتلونة في تنشيط ظاهرة صوتية مزعجة ومثيرة للقلق، ما أدى إلى إرتفاع مؤشرات التذمر عند الناس، فقاطعوا الفضائيات وابتعدوا عنها، واختاروا شبكة اليوتيوب لمشاهدة التقارير المصورة والمقاطع المعرفية الجميلة، كل حسب رغبته. .
ولسنا مغالين اذا قلنا ان بعض الفضائيات كسرت عن انيابها وأعلنت الحرب الناعمة على المواطنين بحملاتها التحريضية الضارية. .
ارحموا العراق يرحمكم الله