بقلم: د. كمال فتاح حيدر …
للأقلام الحرة دورها الكبير في توعية الناس، فهي مقياس حرياتنا في التعبير عن آلامنا، وروافدنا الفكرية التي لا تنضب، إلا ان أصحاب الأقلام الحرة يتعرضون اليوم للتجفيف والتخويف بغية التخلص منهم، وبغية استبعاد الجادين منهم والمعروفين بالتزامهم بقضايا الجماهير. بينما أصبحت الساحة الإعلامية مفتوحة للقرود والمرتزقة وأصحاب الأقلام المأجورة. من دون ان يدرك السياسيون أن الأقلام الحرَّة هي التي تصنع الأمجاد والرفعة للشعوب، في حين تحطمها الأقلام الأخرى وتسير بها نحو الهاوية. .
قد يضطر بعض الأحرار لدرء المخاطر بدروع الأسماء المستعارة، وقد يواصل بعضهم الكتابة باسمائهم الصريحة خارج حدود البلاد، لكننا نشعر بالحزن
والألم عندما يغيب أحدهم تماماً عن الساحة. .
لقد أحزنني غياب صوت صديقي البصراوي الذي كان يرفدنا كل يوم بمقالاته المهنية الجريئة، وكتاباته التوعوية الزاخرة بالمعلومات، ويدهشنا بغاراته المتواصلة التي اهتزت لها عروش الفاشلين. .
قال لي انه مضطر للتوقف بسبب تدهور حالته الصحية، لكنني أشعر أنهم نجحوا في إسكاته بالضغط عليه، خصوصاً بعدما أصبح قمع الأصوات الحرة عرفاً سياسيا يندرج في إطار التضييق على حريات التعبير، وإسكات الأصوات الناقدة الناصحة، وتكميم الأفواه المعارضة، وخلق إمبراطورية الخوف والهلع. وتمويل الحملات لاسكات الاصوات الواعية، أو بتلفيق الاتهامات لهم بشكل سخيف، من هنا ندعوا لتضامن الوطنيين الأحرار في الذود عن حقوق الإنسان في العراق. .
واعلموا ان إسكات الأصوات الحرة لن تغيبها مؤامرات الفاشلين، ولن تغيبها كلابهم الالكترونية، ولن ينجحوا في تغيبب الحقيقة. ففي وقت الخداع السياسي يصبح قول الحقيقة عملاً ثوريّاً. .
إن الحقيقة محسومة، فقد يستاء منها الرعب، ويسخر منها الجهل، ويحرفها الحقد، لكنها تبقى موجودة. . .