بقلم: د. كمال فتاح حيدر ..
اللافت للنظر ان معظم الاتفاقيات الدولية المرتبطة بمشاريع النقل العابر (الترانزيت) تم إبرامها في هذا الشهر (سيبتمبر 2022) في عواصم قريبة جدا من العراق. .
فقد وقعت المملكة العربية السعودية حزمة من الاتفاقيات مباشرة مع الصين لتربط مصيرها بمبادرة الحزام والطريق، وقد تكلمنا عن تلك الاتفاقيات بالتفاصيل في مقالة سابقة. في حين وقعت تركيا وتركمانستان وأذربيجان 5 اتفاقيات في مجالات النقل العابر والربط السككي على هامش القمة الثلاثية الأولى لزعمائها.
وجرى التوقيع على الاتفاقيات في مركز أوازا للمؤتمرات بمدينة تركمانباشي في تركمانستان المطلة على الساحل الشرقي لبحر قزوين.
وحضر مراسم التوقيع رؤساء البلدان الثلاثة؛ التركي رجب طيب أردوغان، التركمانستاني سردار بردي محمدوف، والأذربيجاني إلهام علييف.
ووقع الوزراء المعنيون على الاتفاقيات التي تشمل المشاريع الاستراتيجية في هذا المضمار. .
وبالتالي فان القراءة الاولى لمضامين تلك الاتفاقيات تعطي للباحث الحاذق انطباعاً واضحاً عن العزلة الدولية التي سيمر بها العراق في مجال النقل العابر، وتؤكد بما لا يقبل الشك اننا سنتحول إلى دولة حبيسة، منكمشة داخل حدودها، بينما يجد خبراء النقل أنفسهم مستبعدين ومهمشين خارج السلطة التنفيذية، لا دراساتهم تُقرأ، ولا أصواتهم تُسمع، ولا صرخاتهم تصدح بين جدران التكتيم والتعتيم. .
يحز في انفسنا ان نرى تهافت دول الجوار نحو إحراز قصب السبق في حلبات التعاون الثنائي لصيانة مصالحها تحت خيمة المصير الدولي المشترك. وأحياناً نذرف الدموع على شواطئ التساؤلات الوطنية المهملة والمنسية والتي ليس لها جواب حتى الآن. .