بقلم: حسن جمعة ..
نظر الحطيئة الى نفسه في مرآته الكئيبة المعلقة على خيمته المتهدلة والتي اخذ منها الزمن مأخذه فتأملها وتفحصها بعينيه الداكنتين المتعبتين عندها لم يتمالك نفسه وهجاها على الفور..اما ( حسن جمعة) لم يكن ينتظر من الآخرين ان يتألموا لما حل به من مصائب واوجاع فجاء شبح مرآة الحطيئة بعيون حزينة ودموع ترسم ألما بحجم خارطة العراق عندها تكلمت عيون الحطئية وكأنها ماردٌ اتعبته المرآة التي حبسته مذ ألف دهر .لم تكن الاجساد المتعبة مستعدة لخوض تجارب المراهقين من الساسة الذين تقزموا أمام أسلاف شعراء الجاهلية فلم يمتلكوا شعرة معاوية ولا دهاء المغيرة بل هم في الاحرى عبارة عن دمى متسخة مُسحت بها أدبار العالمين من الاولين والآخرين وجاءت لتجلس على كرسي الحكم في أطهر بلد في العالم .لص غير ظريف وفاسد نتن الريح وحيزبون ترفع رايتها الحمراء من خلفها وامامها هكذا الوضع في بلدي فجاءت ’الطزيات’ كسهام تخترق الرمّية ومن فاسد الى لصة وتاجر بلا ضمير الى سياسي حقير وضيع وبدأت حُزم الطزيات بالتجمع مستهدفة القتلة والمجرمين بطريقة السخرية منهم.. عطور الورد تعجز عن مسح آثارهم النتنة وكانت الطزيات سيفا بلا قِراب يفتك بالسفهاء والخونة ويذيقهم البأس بما يشتهي الفاسد والمنحرف حتى وصلت الاخبار عن طريق الهدهد ان حضرة السياسي والسياسية ينتظرون الطز يوميا ويلتذون بسماع وقراءة تلك الطزيات فهم يتوقون لشتمهم وسبابهم لانهم لا يعرفون كلمة طيبة واحدة.
جلس حسن جمعة على الكرسي متأملا تلك المرآة العتيقة وقد مسح بمنديله دموع الحطيئة قائلا : ’طز’ بيك يا حطيئة و’طز’ بحسن جمعة.