بقلم: جعفر العلوجي ..
زف منتخبنا الوطني لكرة القدم اجمل هدية الى شعبنا وجماهيرنا الرياضية الرائعة في اعقاب الفوز بكأس الخليج المهمة التي اعادت البسمة والامل بانجازات اكبر واثمن مستقبلا ، وبعد ان هدأ الضجيج وصخب البطولة الجماهيرية الحافلة بكل شيء من افراح واتراح ، كم تمنيت ان يكون منتخبنا الوطني بنجومه ووفده اول الحضور الى مجالس عزاء الضحايا الذين سقطوا بحوادث مرورية او نتيجة التدافع او حتى الذهاب الى الجرحى في المستشفيات ، وتصوروا كم سيكون مردود ذلك هائلا وعميقا في النفوس وترسيخ العشق الجماهيري لهذه النخبة من النجوم لا ان يتحول المنتخب وملاكه الى باص متنقل يتم تحميله بالهدايا والملايين والسيارات الفارهة والشقق والبيوت والاراضي التي يستحقونها بالتاكيد ولكن لا ان تتحول ساحتهم الى منافسة بين الاثرياء والباذخين والمنغمسين بالملذات في مزايدة علنية او متاجرة بالانجاز الى حدود اللامعقول الذي يقلل من قيمة الانجاز وكأن هذه المجموعة الطيبة من اللاعبين كانت مؤجرة لتلعب باسم المردود والعائد النفعي لا من اجل رفع اسم العراق عاليا والدفاع عن الوانه في البطولات الرياضية .
مبالغ وهدايا اقرب الى الخيال لوكان هؤلاء لديهم الحس الوطني واللهفة لدعم بلدهم لما استثنوا مجالا دون اخر او كانوا سباقين للتعاطف مع عشرات الحالات الاستثنائية لمدارس مهدمة ومستشفيات تعاني الامرين ومرضى يتلوون الما لنقص الدواء ، فهل كانت ملياراتكم عاجزة عن الاعلان عن نفسها الا حين ازفت ساعة الاعلام والتلويح وصار اسم المنتخب اولا في تريند السوشيال ميديا ؟
وهل تعتقدون ان هداياكم الثمينة ستكون شريكا في انجاز المنتخب ؟ كلا فبعملكم هذا تظهرون المنتخب ، مجموعة طامحة للتربح واللعب من اجل هذا العائد الذي ينتظرهم بعد الفوز بالكأس وهي حالة غير صحيحة اطلاقا ، كذلك توقعكم بان الشهرة لكم والتوسع الجماهيري من خلال هذا الظهور الذي فضح الى اي درجة من درجات البرجوازية المقيتة تعيشون وجعل الجميع يقارن ويحسب اموال سحتكم بل ويدعو الله ان ينتقم منكم زمن عبثكم باموال الشعب المغلوب على امره .
السابق بوست
القادم بوست