بقلم: جعفر العلوجي ..
يحكى في الزمن الغابر عن سلاطين الدولة العثمانية ان احد هؤلاء ممن عرفوا بنزقهم وطيشهم المخالف لكل شيء ، انه اراد تظليل عوام الناس باباحة كل ما هو محرم وشاذ فاعتمد بذلك على احد وزراء الدولة الذي اشار عليه بجمع عدد من المنافقين والوصولين المعروفين بقدرتهم على الاشاعة وبثها ، ومنها ان يحللوا بطريقة واخرى شرب الخمر لمولاهم السلطان وكانت حجتهم ان مولاهم يجب ان يكون صافي الذهن لانه مسؤول عن الرعية ولا يصفو باله الا بشرب الخمر وهنا تكمن المفارقة باقناع الناس بهذا الفعل المريب ، بل تمادوا بكثر من ذلك بكثير الى ان ازفت ساعة اعدامهم بعد ان انقلب السحر على الساحر وجنوا وبال نفاقهم وتزلفهم .
تذكرت هذه الحكاية وانا اتابع نمطا جديدا من النفاق الحديث عبر الية تصوير المحادثات او ما يعرف (بالسكرين شوت )، هذه العملية المشينة التي يتزلف بها البعض وبصورة خاصة في الاعلام ظنا منهم انها الطريق الاقصر لرضا المسؤول عنهم وتكريمهم بكلمة ( عفية )، متناسين ان حبل الكذب والنفاق قصير الى درجة لايمكن تصورها اطلاقا وان افتضاح امرهم وسقوطهم الى الدرك الاسفل يعني بالضرورة هاوية سحيقة لن يقوموا بعدها .
شخصيا ارى في تقبل المسؤول لمثل هؤلاء زلة خطيرة تكون عليه لا معه وان التعبير الزائد عن الولاء والانتماء، بالمبالغة تعكس في الواقع زيفا وتملقا للسلطة وليس مشاعر حقيقية. وشيوع التزلف يؤكد الفشل والتخلف. ومما يبعث على الأسى ان يرعى المسؤول ويتابع امثال هؤلاء، وكان الأجدر منه البحث عن مكامن الخلل الواضح في مؤسسته وما حولها وعلاج ما يمكن علاجه قبل انهيار معبده .
السابق بوست