بقلم: جعفر العلوجي ..
في يوم الجمعة ٣ فبراير ٢٠٢٣ م ضرب تركيا زلزال بقوة ٧.٦ على مقياس ريختر ثم تبعه يوم الاثنين ٦ فبراير ٢٠٢٣ م زلزال اخر بقوة ٧.٤ على مقياس ريختر و كان لكلا الزلزالين هزات ارتدادية تجاوزت ٢٠٠ هزة ارتدادية بعضها فاق قوة الزلزال الاساسي كما حدث في الزلزال الثاني حيث حدثت هزة ارتدادية بقوة ٧.٦ بعد الزلزال الثاني بحوالي ٨ ساعات .
خلفت تلك الزلازل حتى الان اكثر من ٢٦٠٠ قتيل و أكثر من ٦٠٠٠ جريح و اعداد كبيرة من المفقودين . بالاضافة الى خسائر في الممتلكات تتجاوز حسب بعض التقديرات المتحفظة ٢٠ مليار دولار .
و وصل التأثير المدمر لتلك الزلازل لسوريا و التي لا يعرف بشكل أكيد حجم الخسائر حتى الان ، لكن يمكن القول أن الخسائر فادحة و عدد القتلى كبير جدا .
من العجيب أن هناك من كان يتوقع حدوث هذا الزلزال منذ اكثر من سنتين حيث قامت دولة الاحتلال الاسرائيلي بتنظيم مؤتمر للزلازل في اول يناير من عام ٢٠٢١ م و كان من المتحدثين في ذلك المؤتمر السيد / غانتس وزير الجيش الاسرائيلي انذاك و نشرت قناة الجزيرة القطرية في يوم ٧ فبراير ٢٠٢١ م على صفحتها الالكترونية ما قاله غانتس و ملخصه هو وجوب التجهز لزلزال قوي سيضرب المنطقة من تركيا و سوريا و الاردن و لبنان و إسرائيل و يمكن تفادي أثاره المدمرة بتحقيق استقرار إداري و سياسي في إسرائيل .
و قبل ٤ ايام من الزلزال الاول قامت القوات الامريكية بعمل تدريب لمواجهة زلزال قوي بالتعاون مع الجيش في قبرص و اليونان و تم الاركيز في تلك التدريبات على اجرائات خاصة لجزيرة كريت القريبة من مركز الزلزال الاول .
و هناك باحث في علوم الفضاء و الكواكب استرالي الجنسية و يعمل في هولندا و أحد الخبراء في هذا المجال الذين يستعان بخبراتهم في عدة منظمات دولية من ضمنها منظمة حلف شمال الاطلسي .
هذا الباحث او العالم نشر تغريدة على تويتر قبل ٣ ايام من الزلزال الاول توقعاته بحدوث زلزال في تركيا بقوة ٧.٩ على مقياس ريختر في يوم الجمعة ٣ فبراير . ثم نشر لاحقا بتوقعه زلزال أخر بنفس القوة ايضا . و قال ان توقعه هذا ناتج من درهواسته لمواقع المواكب و النجوم و مقارنتها بزلازل حدثت عام ١٥٠ م و ٥٥٠ م في تركيا .
صحيفة برافا الروسية نشرت تقرير لها أن زلزال تركيا الاول يمكن ان يكون قد حدث بسبب قنبلة نووية صغيرة انفجرت في قاعدة انجرليك الامريكية في تركيا .
تسريبات أمريكية تحدثت ان الزلزال يمكن أن يكون قد حدث بسبب تجربة الحكومة التركية لتفجير نووي على عمق ١٠ كيلومترات تحت الارض .
صحيفة حريات التركية قامت بعمل تحقيق صحفي التقت فيه عدد من الأساتذة ممن يحملون درجة الدكتوراة في الجيلوجيا و لهم ابحاث و خبرة في الزلازل .
من نتائج التقرير اتفاق هؤلاء الخبراء أن الزلزال هو زلزال غير طبيعي للاسباب التالية :
١ – بعد مركز الزلزال عن موقع مسار التقاء الصفائح التكتونية تحت الارض في الدولة التركية .
٢ – قوة الزلزال غير مسبوقة و لا تتناسب مع حالة الصفائح التكتونية في تركيا .
٣ – الزلازل الطبيعية تبدأ ملاحظتها من أهتزاز المصابيح المعلقة ثم الاحساس بالأهتزاز الزلزالي ، لكن هذه الزلازل تم الاحساس بها بدون اهتزاز للمصابيح اولا .
٤ – من المفروض حدوث سونامي يصل تأثيره الى قبرص لو كانت تلك الزلازل طبيعية لكن لم يحدث السونامي .
٥ – تسجيل كمية أشعاعات نووية تفوق المعدل الطبيعي في مراكز الزلازل . لكن لا تصل الى درجة الاشعاعات الناتجة من تفجير نووي الى إن كان التفجير على عمق ٧ الى ١٠ كيلومترات تحت الارض .
٦ – عدم تأثر بقع معينة داخل تركيا و خارج تركيا بالزلازل مثل عدم تأثر قاعدة انجرليك الامريكية بأي من الهزات الارضية الاي حدثت و تجاوز عددها ٢٠٠ هزة رغم وقوعها قرب مركز الزلازل . و عدم تأثر جزيرة كريت او دولة الاحتلال إسرائيل أو حتى الأحساس بأي من تلك الهزات رغم أحساس كافة دولةالشام و حتى شمال العراق بتلك الاهتزازات بدرجات مختلفة .
٧ – خروج عدة مصادر بتنبوئات بحدوث هذه الزلازل قبل حدوثها بأيام ، و علميا يستحيل التنبوء بذلك حتى قبل حدوث الزلزال الطبيعية بساعات .
كما لا يفوتنا أن نذكر أن توتر العلاقات التركية الامريكية في الوقت الراهن وصل الى ذروته الذي دفع المتحدث بأسم الحكومة الامريكية بتهديد تركيا بعواقب وخيمة لمواصلتها لأتباع سياسة مخالفة للمصالح الامريكية في منطقة شرق المتوسط و في الازمة الروسية الاوكرانية و في ملف انضمام السويد و فنلندا الى حلف الناتو و في استحواذ تركيا على قنابل نووية بشكل سري و في انتاج تركيا لصاروخ يمكنه حمل رؤوس نووية يصل مداه الى ٢٥٠٠ كم يمكنه من الوصول الى باريس في فرنسا و في تسريع تركيا لبرنامج انتاج مقاتلتها من الجيل الخامس و تجربتها لمحركها النفاث قبل أسبوع او أكثر و تهديد تركيا للولايات المتحدة بشراء مقاتلات سوخوي ٣٥ الروسية في حال عدم توريد الولايات المتحدة لطائرات اف ٣٥ المتفق عليها سابقا او طائرات اف ١٦ المطورة او اعادة مبلغ تلك الصفقة وهو ١.٤ مليار دولار مع الفوائد المتراكمة منذ ان استلمت الحكومة الامريكية المبلغ الى وقت سداد ذلك المبلغ .
عدا أن الدولة الوحيدة التي يوجد لديها برنامج معلن لصنع كوارث طبيعية مثل الزلازل و الاعاصير و الفيضانات ( مشروع هارب الذي يعمل منذ عام ١٩٩٥ م ) هي الولايات المتحدة الامريكية . رغم وجود شكوك قوية بوجود برامج مماثلة لدى روسيا و الصين و النرويج .
لكن البرنامج الامريكي هو الاقوى الذي يستطيع قلب او عكس القطبية المغناطيسية لكوكب الارض .
مما سبق نجد أن حدوث زلازل تركيا في هذه الايام يرافقه شكوك كبيرة بضلوع الولايات المتحدة في عمل عدائي ضد تركيا يتمثل في تسببها او افتعالها لتلك الزلازل التي يفوق أثرها على البنية التحتية و الأقتصاد التركي أثر حرب عسكرية . و للعلم فقد فتحت الاسواق التركية يوم الاثنين ٦ فبراير ٢٠٢٣ م على انخفاض كبير في سعر الليرة التركية مقابل الدولار بعد بسبب الدمار و الخسائر المادية الناتجة عن هذه الزلازل .
هذا و الله أعلم .
م. خلف
تورونتو – اونتاريو
٧ فبراير ٢٠٢٣ م